[خالد الكويلي]

هذه مساجلة حدثت بين شاعرين قديمين الأول ود دهمش والثاني اعتقد انه حافظ ان لم تخنني الذاكرة والشاعر الأول كان (أعمى) مسكين وشوفوا عاد اللي صار في المساجلة اخترت منها هذه الابيات مع الشرح :-



راشد ود دهمش
1 امغط يميني وبحايي بجباه رجال ** لي يعرفو الحشمة وقدر الموجبة
2وحافظ عزيز وشروا منزلة الهلال ** عزيز وغالي مع عيالات جنبه
حافظ
3توكل يادليلي وعلى الله التكال ** واللي يعجبك نوبه حافظ يعجبه
4 جعلكم فنعمة الله طيبين الحال ** يامعدن الجودة ورفاع المرتبه
راشد
5 بقسم عليكم من صافي الغدير زلال ** هنيّة للظامي يعمّه ويورده
6 وبقسم لحافظ منقّى الغزل والشال **هدية مود" مشفّي شايبه
حافظ
7 راشد سقاني سلسال" هني وحلال ** اشرب قياسي والباقي اعقـّبه
8 ناصي كريم" ميحاتي غياب المال ** بايت يشفيّني حروف مذهبّه
راشد
9 الحمد لله موجات البحار اديال ** باترجع الحاسد عيونه خايبه
10 انته محبي وحبك م اللقا مازال ** يصبح ويمسي يشيّد حصنه وسيبه
حافظ
11 نبغا السماحة منك يا ولد الحلال ** بقسم جميلي وبعطي الطالب مطلبه
12لي عيونهم بصيرة يوصفولي غزال ** مبــعد لكن الدوربين يقربـــــــــه

راشد13 واعجبتي من ها الدلايل والمعال ** عيني تعيل الشوف وغيري يوقبه
14هاذي دناين فيها ادبار وأقبال ** حدن تقبلله وحدن تنهبـــــــــــــه

حافظ

15غربي المعجل تاه الجايني بغلال ** ما انبى نتفود من غلاله واقصبه
16وعيني تخايل مبرق والمطر باشكال ** وسحايب المطلع تسوق مغربه

راشد

17 ماشي مخيله ولا برق سنا شعاال ** غي السرا تشوفه وتظنه يبـــــــه
18لو شي مخيله سالت ديلات الجبال ** وبتشوفها الأرض المحيله معشبه

حافظ

19 ما حيدني اشهد شهادة بالضلال ** لكن حمد لزم عليه بعربــــــــــــــــه
20ربي خلقني من طينة عرب عقاال ** لي ما يعالقني لا اقوله ولا اكتبه

راشد
21حمد تعرفه انه صاحبٍ حيال ** ماكر بديره من كثرة مصايبـــــــه
22أول يقولوا في النسا مكر وحيال ** زود وطوف عن مكرهن بعجبه

حافظ

23- ما حد يبطل رجل قدام البطال ** متولم" وسط الجماعة بسلبــــه
24التوكل نص الحق وميزان العدال ** وفي الآخرة كنه مراده عاقبه
راشد

25 تبا تركب بوحلق على مكيال ** ما ضنتي المرجل تفوحبّه احطبه
26يسوى الولاية ويسوى البصرة والشمال** لو ما يفرق بن الخل وصاحبه



الشرح:
1-هنا يطلب الشاعر (الأعمى) من صاحبه ان يسمح له بتغيير الرمسة والانتقال من المدح إلى الغزل ويتضح في قوله (بقسم جميلي) و جميلي تستخدم هنا للتعبير عن فعل الخير كقولنا لأحد ما ليفعل لنا معروف(ياخي تجمل في)
2-في هذا البيت دلالة على ان الشاعر فاقد لبصره لانه يقول ان المبصرين اللي جنبي وصفولي غزال والغزال هنا كنية عن المرأة. وتأتي كلمه مبعد كدليل على بعد هذا الغزال عنهم ولكن يستطرد الشاعر هنا ويستخدم مخيلته بانه حتى لو بعد الغزال فان الدوربين(المنظار) راح يقربله وبيشوفه بوضوح.
3-الشاعر حافظ هنيه يتعجب!!! كيف أن الأعمى يشوف غزال وحافظ المبصر ما شايف شي!!
4-هنا يقول حافظ ان المساله مسألة حظ!! فالدنيا تقبل لناس وتدبر لغيرهم وهذا مجرد سوء حظ يوم ما يشوف الغزال.
5-تعمق هنا الشاعر الأعمى في الوصف وأبدع بكل عفوية الشاعر العماني وأخذ يوصف الغزال ويوصف موقعه. (فالمعقّل) هواسم لمكان قريب من موقع المساجله وأما (القايني) وهو نبات الشوران ويشبه الزعفران الى حد كبير وهو نبات عطري يحمل ثمار كثيره والشاعر هنا يوصف الغزال بالشوران اللي نضجت ثماره وأخذت تتمايل مع نسمات الكوس واختصر هذا التشبيه بكلمه (تاه) أي تمايل حسب تقديري للسياق. وفي الشطر الثاني يسال هذا الشاعر الاعمى استفهام استنكاري للشاعر حافظ ويقول له خلنا نستمتع بمظهر ها الغزال ولا تنكر وجوده.
6-وفي هذا البيت شبه الشاعر هذا الغزال وهو يمشي نحو الغرب بالسحب المحمله بانواع الامطار والبروق وهي تحملها الرياح لما اراد الله وذكر البرق هنا حسب اعتقادي كناية عن الحلي الفضيه التي كانت تلبسها النسوة العمانيان في ذلك الزمن ايام المناسبات من حيول وعواضد وغيرها ويوصف لمعانها عند سقوط الشمس عليها.
7-هنا جن جنون حافظ على اصرار ود دهمش على وجود الغزال ويقول له : لا مطر ولا برق غير لي تشوفه سراب(غي السرا) وتهاييه ماي(يبه).
8-ولو كان شي مطر كان شفنا وديان نازلة من الجبال (ديلات الجبال) وكان بنشوف الارض خضرا!!!


9-هنا انتبه الشاعر ود دهمش بان المسأله ما تخلى من خطأ وأنه وقع في مكيدة وكذبوا عليه مسكين وقال: انا ما منهم لي يشهدوا شهادة الزور ولكن حمد (وهو صاحب ود دهمش وهو من خبره بوجود الغزال وحمد شيخ المنطقة حسب ما افيد عنه) هو المسؤول عن سالفة شوف الغزال وهو من اللي خبره بوجود ومكان الغزال لان الشاعر اعمى!!!!


10-وهنيه يذهب الشاعر إلى مدح نفسه والافتخار أنه من عرب عقال وان ما يخالف العقل ما ينقله وينسبه لنفسه


11- هنا يكشف الشاعر حافظ حقيقه الشيخ حمد وهو انه حيال وصاحب مقالب ويمكر ببلاد بأكملها...


12-وهنا يصف مكره بأنه قد زادعلى مكر النساء ودواهيهن.


13-الشاعر ود دهمش ورغم ما تعرض له من مكيدة حمد ولكن يرفض ان يتخلى عنه ويصف حمد بانه مقدام وبطل وانه واقف بين الرجال بجميع (سلبه) أي بزيه وأسلحته كالبندقيه والخنجر


14-وهنا يفوض أمره لله فهو من سوف يقتص من حمد وفعلته الشنيعه.


15-هنا استخدم الشاعر احد الامثال العمانية ووظفها كي يرد على مدح ود دهمش لحمد ويقول: هل تريد ان تستخدم (بوحلق) - وهو المرجل الكبير الذي يطبخ فيه الولائم الكبيرة- لطبخ كيلو عيش !!! وهنا يبين الشاعر حافظ ان حمد لا يستحق المدح أصلا. وقوله ما اضنتي المرجل تفوح به احطبه يعني ما تقدر بحطبه واحده تغلي مرجل!!


16-ولكن رجع الشاعر حافظ وفي هذا البيت ومدح حمد في شطر وذمه في شطر وهذا يدل على مكانه حمد الاجتماعية وعلى حنكة حافظ حين وصفه بأنه يسوى البلاد كلها لولا ها المكر اللي فيه!!!!!


هذا ودمتم سالمين وأرجو ان اكون قد وفقت في الشرح الذي هو من اجتهادي الذاتي وان ما شدني في هذه المساجلة هي خيال الشاعر الاعمى ووصفه الذي لا يقدر عليه حتى المبصر وانه استخدم عبارات من واقع مجتمعنا العماني العريق