[يزيد فاضلي]

...مرة-أخي الحبيب المبدع كمال-قرأتُ كلمة للراحل العربي الكبير الأستاذ محمد الماغوط،قال فيها : (( ..لا أرى الحياة تدِبُّ في أنحائي إلا حيث أفتح مصراع قلمي،فأراني أراها هناك..أخاطبها-وأنا الميت من هنا-لترد عليَّ-وهي التي تنبض بالحياة-من هناك...!! ))...

فلستُ أدري-سيدي البديع-لِمَ استذكرتُ المعنى الجميل العميق الإيحائي الذي انطوتْ عليه كلمة الأستاذ الماغوط وأنا أقرأ ( مساءَكَ المشاكسَ ) في هذه النثرية المُرسَلة التي رحتَ فيها-كعادتكَ-تعزلُ أناكَ الحاضرة بكل أحمالها المثقلة عن أناكَ الأخرى التي تتراحلُ على أينق الحرف والألفاظ والكلمات كأنما هي تخميسٌ أو تشطيرٌ بين القصيد واللازمة على حين غِرَّةٍ من الوحدة العضوية والموضوعية التي تطارحُ النثرية كلها بالنداء الحاني حيناً وبمثاني الانثيال حيناً آخر..!!

المساءُ عادة-وما يعقبه في أستار الليالي اللألاءة-في لغة أهل الجوَى ( محرابُ العاشقين ) كما همسَ لنا عمر بن الفارض ذات يومٍ صوفِيٍّ عاشق...!!

إنه الجفنُ المُعَنـَّى الذي يُبرحُهُ التسهيدُ في مُقل الأيام الرضباء..!!

بَيْدَ أن ( المشاكسة ) هنا أوحتْ لضرام التسهيد أن لا يستنكفَ في المساء عذراً بغير أن يَصدَح لـ ( الحبيبة ) بلحون الاشتياق ولو كانتْ تراتيلها تتماهى على جُرْح وعوْسج..!!

لذا..لم يكنْ سهلاً أبداً أن يتلظى المساءُ الباسم في أناتِ الجوَى..!!

إذن (( ..لابد للمكبوت من فيَضان.. )) كما غنى بها إقبالُ رحمه الله ذات مرة...

في كل أحوال المساءات..أقرأ هنا تحصيلاً رائعاً لجمال المشاكسة المسائية :

(( ...أردد ألحاني..........
في دجى قلبك المنكسر..........
استعطف الفيروز في مقلتيك....
كي نطير مع الريح....
عابرين نحو الفضاءات.....
كفراشات......
عبير محبه..........
حلم منتظر.....
وصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاه... ))...

..إنه جمالُ كمال...أو هو كمالٌ في جمال...أو كلاهما معاً في مساءٍ..وأيُّ مساء..؟؟!!!

دمتَ-سيدي الكريم-هَزَاراً قـُمْريًّا لا ينتحُ في شدْوهِ غيرَ السقسقات..!!!