عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 26-05-2015, 10:59 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي

[center]





الهجر


لسنا بصدد التعريفات اللغوية أو الإصطلاحية للهجر.
ولكننا سنحاول الإقتراب من دواعيه ومسبباته, ومن ثم التطرّق إلى أسهل
الخطوات لعلاج نتائجه على الفرد والأسرة.
ولو بدأنا من الأسرة أو الزوجين تحديدا، إذ يربطهما ميثاق غليظ يسمى الزواج.
فقد نفلح في حصر الدوافع والإيحاءات التي تحرّض على الهجر والصد.
فكثير ما تعتري حياتهما الناعمة الحالمة مظاهر الهجر والجمود العاطفي، بسبب المتغيرات
والتقلبات البيئية والذاتية، وأقصد بالمتغيرات البيئة
تلك الظروف اللاإرادية التي يجد أحدهما نفسه منغمسا فيها. وتجبره على إهمال الطرف الثاني.
ولا تقل المتغيرات الداخلية قسوة على الإنسان إذ تجعله سلبيا بالنسبة للآخرين.
وأذكر نماذجا روتينية من المتغيرات البيئية، فحينما يتأخر الزوج أكثر من اللازم في العمل
ولا تسنح له فرصة التبرير للأسرة، فإنّه يتعرض بشكل مباشر إلى إتهامٍ
تختلف حدّته بين زوجة وأخرى، وعندما يعجز عن تحقيق أمنيتها أكثر من مرّة
فإن اليقين بعدم إكتراثه يغدو مقيما في عقلها.
وكذلك عندما تزور الزوجة أمها وتعيقها عن
إعداد الغداء في الوقت المناسب، أو بالكمية والكيفية المناسبة فإنها أيضا تتلقى إتهاما
وكذلك عندما تهمل أداء مطلبا ما لسبب ما.
ومن هذه الشرارات البسيطة وأمثالها تتراكم دوافع الهجر
وحين ينضج قدر البغض فإنه لا يحتاج إلى أسباب قوية لينفجر تباعدا وهجرانا.
ولست أهمل العوامل النفسية التي تعصف بالإنسان، وتنعكس آثارها على الشركاء
فهذا الذي تعرّض لمخالفة مرورية ثقيلة، جعلته يعود إلى المنزل صامتا
ولا يقبل ملاطفة الزوجة، فإنه يعتبر فورا جافيا من طرفها
وذاك الذي يشغله همُّ وغمٌّ عن التبسّم والضحك في وجها يعتبر عدوانيا
وهذه التي تشعر بالحزن لمرض صديقتها المعضل، وليست لديها رغبة
في الحديث
مع الشريك تعرّض نفسها للإتهام بتهم شتى أرحمها التدلل.
وتلك المفجوعة بطلاق صديقتها ولا تستطيع تلبية حاجته
هي أيضا ناشز في الحال!
هذه الأحوال وشبيهاتها وغيرها تؤدي مع التكرار والإستمرار إلى نضوب نهر العواطف، وجفاف
عين المشاعر المتدفّقة، وتيبّس غدير الحب. مرشحة الهجر للظهور في أقبح صوره
وتكون بوادر الهجر على هيئات منها:
ـ شعور أحد الزوجين بالمعاناة من ندرة تعبير الشريك عن عواطفه.
ـ الشكوى من قلّة الحوار بينهما.
ـ فقدان المودة والرحمة تدريجيا،
ـ إستيفاء مقومات الطلاق العاطفي، وهي العيش معا في منزل واحد
بدون تقارب وتفاهم وإهتمام، فقط تجمعها الجدران.

للحديث بقية فشاركونا


[/cent]

التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 26-05-2015 الساعة 11:11 PM
رد مع اقتباس