الموضوع: السر الدفين...
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 11-09-2010, 10:30 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي لقاء و لكن..

] 3 [

لقاء و لكن....


السبت الموافق 14/3/1424هـ هذا هو اليوم الذي و عدني أخي بأن يأخذنني إلى

أمي التي بدت كالوهم بالنسبة لي ...لكن رغبتي في رؤيتها كانت تراودني كثيرا رغم

التردد و الخوف شديد من ذلك اللقاء و كيف تُراه سيكون...؟؟؟!!!!

نهضت من سريري و أنا أحس بأن قواي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا... آه ياله من يوم ثقيل مليء بالألم...

جاء أحمد لغرفتي فقد حان وقت الذهاب أحسست بألم يعتصر قلبي و يهز كياني لقد حان وقت اللقاء .

بدت معالم التعب و السهر على أحمد ...أكيد لم يستطع النوم...كونه يفكر في كيفيّة لحظة اللقاء...و ما بداخلي من مشاعر.. وما سيتركه فيّ هذا اللقاء من أثر.

-هل أنت جاهزة يا سارة لقد حان وقت الذهاب هياّ فأنا أنتظرك .
سرت و قدمي لا تقوى على حملي ..مثقلة بالألم والهموم ..حزينة ..

في الطريق لم يتكلم أحمد و أنا ظللت أسبح في بحر تفكيري و أحاول أن أعيد التوازن لنفسي قليلا.... وصلت المستشفى (( مستشفى الدمام المركزي )) حيث هنا سألتقي بأمي ... بالنسبة لي هذا اللقاء كأنه لحظات ولادة و لقاء الطفل بأمه أول مرة في المستشفى مع تلك الأجهزة التي تحيط بالغرفة... ذاك اللقاء أما أن يكون في حضن الأم الدافئ أو في أحضان الأجهزة عند مفارقة الأم الحياة أو أسباب أخرى يا له من لقاء غريب .

في الممر المؤدي إلى غرفة العناية المركزة حيث أمي تنام في وتحيطها الأجهزة بحركة غريبة هناك شيء ما يحدث... أحس بأن....

لا.. لا أدري ..
راودتني أفكار كثيرة هل أمي راحلة هذه المرة و لن ألتقي بها أبدا أم أنها نهضت لاستقبالي فقد أحست بمجيئي إليها نعم أنها نهضت لتضمني إليها لقد علمت بمجيئي ..

عند ما و صلت إلى الغرفة التي تخص أمي كانت الحركة كثيرة هناك الممرضات تخرج و تدخل و هي متوترة شيئا ما... هل... هل ... لا.. لا أبعدت تلك الأفكار من رأسي انفلتت من عيوني دموعي كسيل لا أعلم لماذا لم أستطع الدخول إلى أمي فالوضع مضطرب هناك لذلك منعونا حتى من النظر من الباب أحسست بشيء من الدوران كدت أن أسقط لكن أحمد أمسك بي ...

-هل أنت متعبة يا عزيزتي أجلسي قليلا .

كان هو الأخر مضطربا ماذا هناك.. ماذا يحدث؟؟؟!!!
أوقف أحمد أحد الممرضات التي غادرت الغرفة و ساءلها عمّا يجري هنا!!!

قالت و هي على عجل
-أن المرأة الموجودة هنا قد ماتت.. ماتت... لا ندري ماذا حدث كانت الأمور مستقرة لكن فجأة تبدل الحال و رحلت إلى الرفيق الأعلى..
و أكملت طريقها

نعم.. نعم.. كنت أعلم بأنها لا تريد لقائي لماذا...لماذا..؟؟؟
صرخت بأعلى صوتي آآآآآآآآه يا رب... يا رب لماذا يحدث لي هذا لماذا...؟؟

أمسك أحمد بي يحاول تهدئتي

-اذكري الله يا سارة استعيذي من الشيطان... هذا قضاء الله و قدرة

بكيت و بكيت كان بكائي مزيج من الحزن على رحيل أمي و من عدم اللقاء بها و من ذلك الألم الذي يسكن أعماقي لم أستطع التمسك أكثر أغمي علي.

.. مرت نصف ساعة و أنا غائبة عن الوعي...

فتحت عيني لأجد نفسي في مكان غريب و الأجهزة من حولي لم أستطع التحرك من التعب... رأيت أحمد بقربي يمسك بيدي

-أين أنا... أين أنا...؟؟ ماذا حدث..؟ أحس بدوار في رأسي...

-الحمد لله على سلامتك ارتاحي أنك متعبة قيلا لا تجهدين نفسك ستكونين بخير.. أن أمي و ليلى في الطريق إلينا لقد اتصلت بهما..

-أحمد قل لي ماذا حدث.. أني لا أذكر شيء سوى نعم... نعم لقد ماتت أمي... لم أستطع رؤيتها

-اهدئي يا سارة أرجوك حاولي أن ترتاحين أنك متعبة

و صلت أمي و أختي ليلى.. بدا الحزن على كلتيهما كانتا تحاولان أن تخفيا معالم الحزن وراء ذلك الحجاب المسدول على وجهيهما... ضمتني أمي إلى صدرها و كذلك ليلى يا لها من أحضان دافئة

-أحمد ماذا حدث لأختك هل هي بخير الآن...

-نعم.. أنها بخير الآن لكن تحتاج إلى البقاء في المستشفى ليوم أخر لقد تلقت خبر وفات أمها و هي تحاول زيارتها و هذا ما حدث و هي الآن تحت وقع تلك الصدمة

-لم ترها... آه يا ابنتي الغالية كان الله في عونك

-أمي فلنترك الحديث الآن لوقت آخر.

تفحصت وجوه الجميع أخي... أمي.. أختي.. معي لكن هناك... وجه دائما أفتقده كثيرا ولم أراه منذ فترة طويلة أنه وجه أبي... نعم أبي... أين أنت الآن...؟؟



يتبع>>>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس