الموضوع: أواه من ضيقه
عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 08-06-2013, 12:33 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي سيدتي مملكة الطموح


سيدتي مملكة الطموح
حاولت أن أوظف خاصية الاقتباس من متعدد ، إلا أنني أخفقت ، فقد كنت أرغب في أن أقتبس كـل رد
لأبدي فيه رأيا ..
أمام هذا الكم الهائل من الثقافة ، وذلك الإرث الرفيع من الفكر ، وتلكم المفردات التي تشكلت في قالب
أدبي رفيع لمثقفة ناقدة وناقدة مثقفة .. هنا أتروى قليلا فلست إلا أمام ناقدة استوقفني أسلوبها فـــي
الرد ، وتناولها لموضوع النص واهتمامها به.

سيدتي الفاضلة مملكة الطموح :

كاتبة وأديبة مثلك نقرأ لها ردودا تستفز لغتنا ، قمين بنا أن نعتز بها ، كيف لا ونحن نتقلد وســــــام
شرف .. من ناقدة لا تغفل عن كلمة وتعبير إلا ويستوقفها ، هنا نكتب ونتأنى ، ونحن نعلم أن وراء كل
كلمة قد نصوغها كاتبةً وأديبةً أريبة ، وناقدة تمتلك أدوات النقد ، بجمال التعبير ، وكان هذا الرد على
سبيل المثال لا الحصر ..

بداية النص كما قلتِ سيدتي بدأت النص على شاطئ الحزن ـ فهو بلا شك قارب
نعبر به إلى شاطئ الأمل
- وحينما يصل الحزن إلى ما آل إليه الشاعر كما ترين ،
فإن التأوهات تخرج من عمق الفؤاد ولا نجد غير الأنين والعويل فتأتي مفردات الحزن لتطفو على
السطح وتطغى على العاطفة ..

ويبقى أصعب ما في الألم تلك المعاناة ، لذا جاءت المفردات عفو الخاطر حينما بدا شبح الضيق يلوح
في الأفق .. فانهملت أدوات الحرقة والألم ليستحضر الشاعر النار والجمر ليستعر الحريق في الفؤاد
..
وأما الطبيعة سيدتي مملكة الطموح
فإنها بالفعل تقودنا للتأمل بالصور حينما تأتي عفو الخاطر فكثرة الهموم نعبر عنها بتعبير ينبئ القارئ
حجم تلك المعاناة ، فنراه يشبه كثرة الهموم بالبحر والمحيط والفضاء والأرض والأشجار والغابات
بالكلمة والدلالة في تصوير الحزن ..
وأما بالنسبة لقولك :

((قد يقودنا الحزن احيانا أن نطرق باب اليأس عنوة بجملة الهموم والوساوس التي
يجرفها لنصل أن نقول ان فلانا مات مهموما بيد ان لي سؤال سيدي أو ما علم صاحب القلب المكلوم
ان هناك ربا اكبر من الهموم فدعاه؟؟))
انتهى الاقتباس

هنا سيدتي وبكل صراحة أعترف أن الحزن حينما يسيطر على الشاعر تغيب عنه مفردات الصبر
بصورة عفوية ولا إرادية ، ولا أراك إلا محقة مع اعترافي بذلك .. فالأمل بالله - سبحانه وتعالى -
موجود .. فالعذر سيدتي أرجوه ..
استخدام النهرين أتى عفو الخاطر بكل أمانة ولا أظنها إلا كما وضحت سيدتي دلالة على سيطرة
الحزن على النفس وغزارة الدمع وشدة الشعور باليأس ، وقد تكون لحظة آنية فهي مجرد صورة
للحظة معينة تناولتها آلة تصوير الشاعر للحظة آنية ويبقى التعديل فيها قد يقلل من جمالها وبكل
صراحة كنتِ على حق ..
وأما الحزن سيدتي فخليط من مشاعر وأحاسيس تنتاب الإنسان وتتملكه فلا يملك حينها إلا أن يذرف
الدمع ويفقد الصبر ..
سبب الضيقة سيدتي هو الشعور بالحرمان ، وبئس الشعور شعور الحرمان .. لا أذاقه الله لإنسان ..

إنه والله سيل جارف من الألم والحسرة حينما نسبر أعماق الاستفهام ولا أجد إجابة له شافية...

حينما يعشق الإنسان عروبته ، ويعشق ثراها الطاهر يحق له أن يصور أرضا وهبها الله بديع صنعه
ولكننا لم نشكر وقد يكون هو جحودنا بالنعمة ..
فكيف لا أعتز وأتباهى بذرات رمالها الزكية وأريجها الذي يعبق برائحة عروبة أحبها كحب أمي ؟!

سيدتي مملكة الطموح .. أسهبت وأطنبت وما أوجزت لأن مرور ناقدة مثلك تناولت هذا النص جعلني
بكل تأكيد أعتز بعروبتنا وأتشرف بثقافتك فهنيئا لنا وجودك بيننا
تشرفت وسعدت بك .. زيزفون احترامي وتقديري
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس