الموضوع: لحظة من فضلك
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25-11-2017, 11:42 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

طفل صغير لم يتجاز الخامسة من العمر التحق بمرحلة التمهيدي، من يراه يظنه مثقلا بالهموم والأشجان، وفي بعض الأحيان تتغلب عليه ثورات من الغضب، حتى ذات يوم بدأ ينفس عما يدور في خاطره، ولكن كيف؟!
بدأ الطفل يظهر مشاعره السلبية تجاه رب العالمين، ويتوعد الله بجيش عظيم يدهم به سماواته العلا؛ حتى ينتصر عليه جل وعلا، فوجئت المعلمات من جرأة هذا الطفل الذي عقد العزم على جمع جيش عظيم يهاجم الله سبحانه وتعالى، مع إصراره العجيب على ذلك، فماذا تتوقعون أن يكون السبب؟؟؟
السبب أيها الأعزاء، ككثرة تخويف الطفل من الله، وأنه لو فعل كذا أحرقه بالنار العظيمة، ولو فعل كذا غضب الله عليه وعذبه عذابا شديدا، وقطع يده لو أخذ شيئا ليس له، وأنه...إلخ.
وهنا صار الطفل لا يعرف شيئا عن الله إلا سطوته وجبروته، وانتقامه من المذنبين، وهذا والله يؤلم الفؤاد، وتنشق له الأكباد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هنا نستطيع أن نقول لولي الامر ولكل مرب: لحظة من فضلك.
1- كان عليك بدء بدء أن تشعر الطفل بحب الله له، وعنايته الشديدة به من خلال الحديث عن نعم الله، ورحمته بعباده.
2- كان من الواجب أيها المربي الفاضل أن تبتعد عن المجردات والغيبات في تربيتك لأبنائك الصغار، وأن تبدأ بالمحسوس، وتأخذ بأسلوب القصص في تعديل سلوكات الصغار.
3- كان من الواجب أن تبدأ بالترغيب لا الترهيب؛ حتى يشعر الصغير بالأمان، فيحسن العمل.
4- عليك أيها المربي الفاضل أن تدرك أنك تكذب على الله لو قلت للطفل أن الله سوف يحرقك بالنار، وأنه يكرهك ولن ترى جنته.
5- رب طفلك حسب مستواه العمري والزمني؛ حتى لا تظلمه، فتتحول بعد ذلك كلمات الطفل الغاضب من الله في المستقبل إلى دعابة سمجة.
6- لو سمعت الطفل وهو يتوعد الله بجيش عرمرم عندما سوف يكبر، فماذا ستكون ردة فعلك؟ حقا ستستاء كثيرا وتعاقب الطفل عقابا شديدا على ذلك؛ ظنا منك أن الطفل أساء الأدب مع الله جل وعلا، متناسيا أنك انت الذي زرعت في أعماقه بذور الحقد والكراهية. اتقوا الله تقاة ويحذركم الله نفسه.


أم عمر

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 25-11-2017 الساعة 11:46 AM
رد مع اقتباس