[غربة أسير]

تُنازعني روحي على روحي ..
وكأني كُلِّي أصبحتُ ضدي ..
يتمزقُ بداخلي كل الصمود ..
فيهوي عمري كأوراق الخريف الصفراء الباهتة ..
أدعوني للثبات ولا صدى لبقائي سوى الخذلان ..
أمدُّ يدي لعلي أجدُّ من ينتشلني من خوفي ..
يُطمئنُ قلبي ..
يهديني طريقي ..
فلا أجدُ أمامي سوى الخراب والضياع ..
وبعضٌ من الأمنيات المفقودة ..
والكثير الكثير من الأوجاع الدامية ..
وليتَ ثمةُ فراغ قد أستأنسُ بالولوجِ إليه ..
أو ثمةُ جُدرانٍ قد تُخبئُ وجهي بعيداً عن عيون الجفاف ..
أووووووااااااااااااهُ يا تلك الطفلة القابعةُ بداخل زنزانة أحلامي الموؤدة ..
يا من تمزقت براءتها وما عادت تسترُ إلا بالغياب ..
وبعضٌ من الوهن المتكابل على روحها المتآكلة الأطراف والأعماق ..
أتطلعُ إلى قلبي المكسور ..
وعمري المفقود ..
فلا أجدُ من ذنبٍ لي سوى براءتي البيضاء !
وصمتٌ تعود علي وتآلف مع روحي حتى اطبق على عيني فلم أعد أعرفُ سواه ..
ولم يعد حرفي يدور سوى في مخيلتي التي أتعبها الصراخ الصامت بلا جدوى ..
وكأني والحديثُ تخاصمنا فلا يعرف احدنا الآخر ..
وكأني ونفسي تجترني نحو المجهول ولا أدري ..
ولا أمتلكُ القدرة على التنفسِ خوفاً من بعض الأحاديث الصاخبة ..
أختارُ الصمتَ مجدداً ..
لا لأني أعشقه ..
بل لأني أيقنتُ أن الحديث لن يُجدي نفعا ..