عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 28-02-2013, 10:40 AM
الصورة الرمزية مروه الجعفري
مروه الجعفري مروه الجعفري غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 238

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...مع إيماننا ويقيننا الراسخ-نحن المسلمين-أختي الكريمة الأصيلة البارة مروة الجعفري أن ( عيد الأم ) من حيثُ كونـُهُ احتفالاً سنويًّا تقليعة ٌغربية ٌ،نرفضُ نحن المسلمين شكلـَها وإن كنا نقبلُ مضمونـَها وفحواهَا..!!

ذلكَ أن الإنسانَ الغربي،ذكَراً أو أنثى-في أوروبا وأمريكا-يستعيضُ عن والديه تلقائيًّا بمجرد بلوغه السن القانونية التي تخوِّلُ له أن يستقِلَّ بحياته الشخصية وببيته أيضاً،وهي في الغالب سن الثامنة عشرة،فينعزلُ عنهما انعزالاً شبهَ كامل،بحيث يبقى الوالدان العجوزان وحيديْن في وكرهِما المُوحِش،وربما انتقلاَ هناكَ إلى دور من ( ديار العَجزة ) حين تضغط عليهما الشيخوخة والعجز بسلطانهما،ليستعيضا فيها بتربيةِ كلبٍ أو كلبيْن أنيسيْن،علهما يجدَا فيهما العزاءُ عن هذه العزلة والغربة والوحشة المفروضة..!! وفي أحسن الفروض والأحوال فإن الأولادَ-عشماً منهم-يقومون في العام مرة أو مرتين بزيارتهما وتقديم بعض الكعكِ والحلوى لهما مع باقةٍ جميلةٍ من الورد الفاخر تعبيراً عن ( برِّهِمْ وإحسانهم ) في هذه الزيارات التاريخية..!!!

لذلكَ فكر علماءُ الاجتماع عندهم،ثم فكروا وقدروا،فرأوا أن يتفقوا على يومٍ من أيام السنة يُسمونه ( عيد الأمهات fête des mères ) يدفعون به الحَرَجَ والمؤونة عن الإنسان الأوروبي الذي لا يوجد له في حياته المشحونة بالمادة والماديات وقتُ لهذه العلاقات الأبوية..!!!

وراحوا بما أوتوا من قوة نفوذ وتطور وإعلام يقدمونه للعالم كعيدٍ إنسانيٍّ شامل لكل أمم الأرض..!!!

قلتُ-أختي الكريمة-مع إيماننا بأن هذه التقليعة في ظروفها ومناخها الذي خرجتْ منه إلا أننا-نحن المسلمين-يروقنا ويُشجينا الحديثَ عن الأم..وحنان الأم..ورقة الأم..ورحمات الأم...

نحن-أختي-لا عيدَ لنا للأم مُخصَّصٌ له يومٌ معلومٌ من السنة...

إن المسلمَ مطالـَبٌ بالبر والإحسان وخفض جناح الذل من الرحمة لوالدته في كل لحظةٍ وحينٍ على مَدار العام كله إلى أن يُفرقَ بينهما الموتُ..

وكل يومٍ...وكل ساعةٍ...وكل لحظةٍ أرى فيها أمي الحبيبة هو عيدٌ في نفسي،لا تخبو أنوارُهُ أو يتناقصُ جماله أو تنقطعُ إحساساته أو يتناقصُ الشعور فيه بالسعادة والفرح والبهجة والحبور..

إن ديني يأمرني أنَّ رؤية أمي في كل آونةٍ ولحظةٍ عيدٌ يتجددُ في مشاعري،وأنا مُطالبٌ أن أخفض لها جناح الذل من الرحمة،فأقبِّلُ رأسَها ويَديْها وأتشممُ الترابَ الذي تسيرُ عليه،لأن جنتي الموعودة-في البر الدائم بها والإحسان المستمر لها-تحتَ قدميْها (( الجنة تحت أقدام الأمهات ))...

نعَمْ أختي البارة الأصيلة..أقرأ بشجو وحنين ومضتكِ الرائعة هذه،فأتحسسُ مَدَى أثر الوالدة في حياتنا جميعاً...

إنه أثرٌ يتجاوز بكثير مُجرَّدَ التكريمات المادية-وهي واجبة ولا مزية لنا فيها-إلى ما هو أعلى وأغلى وأسمى...

إننا نؤمن-عن عقيدةٍ وقناعةٍ-أن كل نجاح..كل توفيق..كل لحظةِ هدوءٍ واطمئنانٍ وسكينةٍ صاحبتْ حياتـَنا...كل إنجاز وفقنا الله تعالى إلى تحقيقه ما هو في الحقيقةِ إلا أثرٌ مباشرٌ لتلك الدعوات الصالحات الخالدات التي باركتنا بها الوالدة الحنونة في سجودها أو في تبتلها...

إنني دائماً أعتبرُ دعاءَ الوالدة الصالح-حفظها الله تعالى-تأمينٌ شاملٌ لحياتي وأولادي وأسرتي وعملي وحاضري ومستقبلي..

فتماماً كما أنني لا أستغني عن شركة التأمين الوطنية الشاملة في تأمين سيارتي ومنزلي وموقع عملي وتجارتي ومصالحي..و...و....،كذلكَ لا أستطيعُ أن أتحركَ خطوة واحدة في حياتي دون أن أضمَنَ ذلك التأمين الأهم والأخطر لحياتي بدعوات الوالدة كل يوم وصباح جديد..!!!

إن الله تعالى يُخاطِبُ عبدَه المؤمنَ-كما في الحديث القدسي الجليل-حين وفاة أمه،وحين وضعِها في القبر قائلاُ : (( يا فلان بن فلان..ماتتِ التي كنا نكرمُكَ من أجلها...!!! ))...

فأيُّ حاضر..وأيُّ مستقبل بقي لذاكَ الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رَغِمُ أنفه.. )) قيل : مَنْ يا رسولَ اللهِ..؟؟!! قال : (( مَنْ أدركَ أبويْه عندَ كبرهما ولم يَدخل الجنة َ..!! )) أو كما قال رسول الله...

بوركتِ-أختي الأصيلة-ومبارَكةُ هي هذه المشاعر المؤمنة النقية الشفيفة الكريمة..واللهَ أسألُ أن نحيَا ونموتُ وليسَ في منقلبنا إلى الله تعالى غير البر..والإحسان وخفض جناح الذل من الرحمة لوالدينا..آمين آمين يا رب العالمين...
اللهم امين .. يزيد فاضلي .. اخي الفاضل ...

وشكرا جزيلا .. على هذا الرأي .. وهذي معلومات الطيبه ...

بوركت .. يمناك .. تواجدك يثري في صفحاتي .. شكرا لك ...
__________________
... كلما خالطت الناس .. ستزداد يقيناً بأن ...
... الاخلاق مثل الارزاق ...
... قسمه من الله .. فيها الغني وفيها الفقير ...
رد مع اقتباس