[أبو المؤيد]

هناك بميدان الإصلاح حيث حرية التعبير وبساطة الكلمات، هناك حيث الرأي والرأي الأخر، جمل تحفيزية.. نقد للسياسات.. طرح هادف.. تثقيف وغزارة معلومات.. شجاعة، كل ذلك يتمركز في عبارة واحدة ومكان واحد، لا يرتقي إليه إلا الوطنيون الشرفاء ويخافه الفاسدون والضعفاء.

"منبر الحرية" الواقع قريباً من مركز الميدان، والذي تنطلق منه السياسات الحاضرة والمستقبلية للاعتصام، فيه تتلى المظالم وتشحذ الهمم، يعبر من فوقه المواطن عمّا يجول بخاطره سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي، للمثقف والجاهل.. للكبير والصغير.. للغني والفقير ولا فرق بين الذين يعتلونه إلا بكثرة حب الوطن، أيهم يسعى للوحدة والتآلف أكثر، فالوطني هو من يجذب انتباه الحضور بكلماته وأسلوبه، وهو من يفرض احترامه على المتواجدين، فإذا كان كلامه مقبولاً حصل على التشجيع والتصفيق، وإذا كان العكس فلن يلقى غير الزجر والمطالبة بنزوله.

جميل هو الإحساس وأنت تقف عليه وتنادي بحقوقك المغتصبة أو تتكلم عن قضايا المجتمع والتي غيبت وطمست تحت اسم "من المحظورات"، تسترسل بالكلام دونما خوف من القمع لأنك ترى الكل يؤازرونك.. يؤيدونك.. ويحمونك، يشعرون بمعاناتك لأنهم هم أيضاً يعانون، ينصهرون بين عباراتك التي تعانق قلوبهم، يمنون النفس بالتغيير مثلما أنت تمنيها، ومن هنا تشعر بالحرية التي افتقدتها لعقود.

أن الكثير من الناس يبتعدون عن هذا المنبر خوفاً من النقد أو السب، حتى أن أحدهم قال لي يوماً: أخاف أن أعتلي المنبر فيزل لساني وأرمى بالحجارة، فقلت له: لسنا بالصومال أننا بعُمان، فالآن جاء دوركم أيها المثقفون لتثبتوا وطنيتكم، الآن الوطن والمواطنون بحاجة إليكم، ولتكونوا نخبة الاعتصام وتساهموا بالقدر الأكبر من الإصلاح والتغيير بسلاح ثقافتكم.

دمتم بخير.