[إدريس الراشدي]

أهلا بكِ أختي الكريمة بريق أمل ، وأهلا بالمواضيع التي نلامس منها التحلي بالأخلاق الحميدة ونبذ سوء الخلق ، وقد سبق وإن طُرح مثل هذا الموضوع ولكن بشكل مغاير وكان في باب تقبُّل النصيحه ، ولا ضير أن نذكّر ونتذكّر محاسن الأخلاق فيما بيننا ، فإن الإنسان الغافل هو من ينسى ذنوبه وعيوبه أبعد الله عنا الغفلة. إن تحدثنا عن العيوب فكل إنسان بصيرٌ وخبير بنفسه وعيوبها إن كان فيها شيئا من سوء الخُلُق ، قال تعالى: " بل الإنسان على نفسه بصيره ، ولو ألقى معاذيره ". ويجب أن يسعى حثيثا الى تزكية نفسه والتخلُّص منها حتى ينال رضى الله ، ولن يُرضي المرءُ اللهَ حتى يُخلص الورعَ و التقوى.

نعم أقبل أن يصارحني أحدا بأخطائي وعيوبي ، ولم لا ؟؟!! رحم الله عبدا أهدى إليّ عيوبي ، والدين النصيحة ، فمن واجبنا أن نتناصح بالخير ، ولكن دائما نذكّر بأداب النصيحة بحيث يجب أن نفرّق بين النصيحة والفضيحة ، كما جاء بها الإمام الشافعي:

تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تُعط طاعه

وعندها فمن يهديني عيوبي بحسن آداب النصيحة ، فأضعه تاجا على رأسي. ومن ينصحني أمام عامةِ الناس بإسلوب فاضح فلن أولي له سمعا ولا طاعه ، بل أدعهُ ينبح كما تنبح الكلاب وأمضي قدُما عارفا معترفا بذنوبي وعيوبي أمام الله وذلك يكفيني. لأن النصيحة آخذها ممن يتحلّى بمحاسن الأخلاق والأدب ، فالدين الخُلُق سيدتي ، ومن زاد عليك في الخُلُق زاد عليك في الدين ، وليس من الأخلاق قط أن ننصح إنسانا أمام الناس.

وحتى صديقي إن وجدت فيه صفةٌ تسيءُ لخُلُقه ، أعانني الله على أن لا أتركه إلّا وأذهب إليه متأدبا ملتزما بحسن النصيحه ، فعسى أن يتقبّلها بصدر رحب ، وذلك هو الأفضل من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على أن أكون أنا فعلا أهلا للنصيحة ومحاسن الخُلُق ، فكما يقول الشاعر:

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

هذا واكتفي بهذا القدر ، وسأتابع الموضوع عن كثب وآراء إخواني وأساتذتي ورؤيتهم النيّره

فشكرا جزيلا على الطرح القيم أختي القديرة ، بارك الله فيكِ