عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-10-2013, 03:59 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي الحلقة الثامنة عشر من مذكرات جامعية كونوا معنا

ماأروع الإجازة ليتها لاتنتهي أبدا........ قالتها رفيقة طفولتي وجارتي ونحن نختصر مسافات الطفولة
بين بيتنا وبيتهم ونتحدث عن ذلك العالم الغريب عنا الذي امتلأت معالمنا بتفاصيله سنةُ كاملة
فجارتي وفاء هي أيضا طالبة ولكن بمعهد العلوم الصحية.....قلت لها: وهل كلمة ليت تفعل لنا شيئا؟
هذا هو الأسبوع الأخير من الإجازة.......... ضحكت قائلة: على الأقل حالك أفضل من حالي يابسمة
فعالم الجامعة يبدو لي أجمل بالمقارنة بحياتنا بين الأدوية والأمراض.... اتبعت كلامها قائلة:سأشتاق إلى رفقتك دعينا نلتقي كلما أتيحت لنا الفرصة... ودعتها يحدو قلبي الأمل بلقاء ينبعث مع سيمفونية الحياة...
مر الأسبوع كلمح البصر.. لا اعرف لماذا تهرب الدقائق السعيدة سريعا عل الأقل هذا ما أشعر به الآن...
قبل وصول الحافلة بدقائق دفنت رأسي في حضن أمي وحضن أبي تباعا وكأني ابتاع من القلوب الناطقة زادا أحمله معي في رحلتي
سنة جديدة في الجامعة وطرقات حفظنا تفاصيلها كما حفظتنا هي أيضا.
التقينا بعد أجازة حافلة.... تجمعنا كطيور مهاجرة وصلت أخيرا محملة بأحلام جديدة.... انتهت طقوس المحادثات التي عادة ماتستمر طويلا حين نلتقي بعد غياب وتجمعنا حول جواهر التي فتحت حقيبتها
معلنة أنها أحضرت لنا هدايا جميلة
أحببنا بادرتها الطيبة فالهدايا كانت بخور متميز يحمل ملامح ارض اللبان
خرجت خلود إلى الخارج ولم تلبث أن عادت منطلقة فرحة وبيدها ورقة صغيره
اشرأبت إليها الرؤوس لتلقي النبأ السعيد
هيا عزيزاتي اجتماع عند المشرفة ... يبدو أنكن حصلتن على غرف خاصة أخيرا
تدافعنا إلى الباب وأنا أقول مازحة: أخيرا سأتخلص من شخيركن ا المزعج
عدنا الى القاعة .... ت وكل منا بيدها مفتاح جديد ووجوه ترسم أالق جميل.. بدأ يرحل رويدا حين جلسنا على أسرتنا نناظر بعضنا بعضا..... بالتأكيد كان يدور في مخيلتنا نفس السيناريو( هل سنفترق بعد عام كامل حافل بالتفاصيل التي
جمعتنا معا.... ياترى هل سنلتقي بنفس الحماس أم سننسى بعضنا بمرور الوقت)
قطعت خلود صمتنا قائلة : ماذا بكن؟ لا نزال بنفس السكن وسنلتقي دائما!!! لكنها لم تسمع إجابة
اقتربت مني قائلة: حسنا مار أيكن أن نجعل يوما نلتقي فيه بغرفة إحدانا........... تحمسنا جميعنا لفكرتها عدا سهام
التي عقبت قائلة: لا اعتقد أن الجميع سيلتزم بالفكرة ولكن عسى خيرا
بدأنا بحزم متاعنا للانتقال للغرف الجديدة ............. كانت غرفتي ج12 بمجمع ثمانية....... وصلت اليها أخيرا دلفت الى الداخل .. لا اعرف لماذا شعرت ان هذا المكان لي منذ زمن وكأنه ينتظر قدومي....... موقع جميل على الزاوية بجناح ... ج... بالطابق الثاني يطل على خلفية الوحدة حيث بعض الشجيرات تهمس وريقاتها حول نافذتي ويودعها الغروب مستأذنا بوحها المسائي يبدو ان الغرفة ستلاءم ذوقي تماما.... ولكن ماذا عن الجيران فالمثل يقول الجار
قبل الدار..... طردت الفكرة من رأسي وتأملت خيرا في الجيران الجدد ... وبدأت بترتيب غرفتي وإضفاء لمساتي عليها
ولم أنسى أن أجعل صورة عائلتي تتوسط رف الكتب الذي يعلو طاولة المذاكرة مباشرة.. الجميل في الأمر ان غرفة خلود بنفس المجمع ونفس الطابق ون كانت ليست بنفس الجناح... فما إن انتهيت حتى هرعت إليها معلنة قدومي بطرقات مميزه على بابها... فتحت الباب مبتسمة وكأنها تتوقع حضور إحدانا .. كانت هي أيضا منهمكة في ترتيب الغرفة
فتحت ذراعيها قائلة: هاه ما رأيك؟ قلت بحماس: رائع يعكس شخصية خلود تماما... فروحها الفكاهية المرحة بدت واضحة حتى في الملصق الذي وضعته على الباب
تناولنا الغداء والعشاء معا ذلك اليوم وكأننا نعاهد أنفسنا بأن لا نترك الظروف تقلق صحبتنا الجميلة.. اتفقنا بعدها ان نتناول العشاء معا كل اثنين.. وتعاهدنا على الالتزام بذلك................... عدت مساء الى غرفتي ... لأول مرة أنام وحيدة لم اتعود على ذلك بعد فحتى في محيط أسرتي كنا أنا وأختي نتشارك غرفة واحدة ..... فعلت كل مامن شأنه ان يملأ وقتي ويطمئن نفسي من تلاوة للقرآن الكريم وقراءة للأذكار ولكن لافائدة فقد بات النوم عصي المنال وبدأت الأفكار يقودها هدوء الليل.. فتحت النافذة فانتابني شعور بالخوف فأغلقتها سريعا بحركة خائفة... لا اعرف كم من الوقت نمت ولكني متأكدة انه ليس بالطويل ابدا... تسلل صوت المنبه يوقظني لصلاة الفجر ويبدو ان عودتي للنوم بعد الصلاة كانت خطأ ارتكبته ذلك اليوم فلم أصحو الا على صوت خلود وهي تطرق بابي طرقات متتالية قائلة : ماشاء الله !!! من أولها آنسه بسمة!! فتحت لها الباب طابعة قبلة على خدها وانا أطارد الدقائق لأستحم سريعا قائلة لها: لم أنم طوال الليل
افترقنا عند مدخل الجامعة وبدأت رحلتنا للسنة الثانية على التوالي ولكن هذه المره اختفت ولله الحمد صعوبة الوصول للأماكن فنحن حفظنا الجامعة شبرا شبرا... نظرت الى استمارة تسجيلي واحترت على أية مادة اختيارية ترسو سفينتي
وأنا غارقة في تفكيري ... اذابهما أمامي تماما ,,, عزه وعلياء وبصوت واحد هوووووو امسكنا بكِ ماذا تفعلين؟
سعدت بوجودهما الذي بدد حيرتي فسألتهن: على أي مادة رست سفينتكن... قالت عزة بلا تردد: اختاري هذه لتكوني معنا على الأقل نضمن رؤيتك!!( الإسلام والمشكلات المعاصرة) رددتها كثيرا قبل ان تحملني قدماي معهن الى مكتب الأستاذ الذي يدرس المادة......... أحمد سامي.... هكذا كتب على باب مكتبه... يبدو لطيفا قلتها بعد ان انصرفنا من مكتبه قالت علياء ضاحكة سنكتشف أوراق طيبته المحاضرة القادمة
قالت عزة هل تعرفن ماذا اتمنى الآن ؟ رددنا عليها معا ماذا أيتها الحالمة؟
قالت : فطيرة ساخنة مع كوب شاي دافئ !!
أمسكت بيدها وأنا انطلق في الممر المؤدي الى كافتريا الطالبات : سأتكفل بتحقيق أمنيتك ... تناولنا فطورا شهيا وبعدها
انصرفت كل منا الى وجهتها.. نظرت الى ساعتي وجدتها تشير الى العاشرة.. اذن لازال لدي وقت لزيارة مكاني المفضل
(المكتبة ) وغزا روحي شعورا رائعا فقد اشتقت للقراءة فعلا ... دلفت من بابها الكبير وكالعادة كانت ابتسامة موظفيها
استقبالا جميلا حظيت به.. حال وصولي ... ألقيت عليهم السلام وأعربت لهم عن اشتياقي لهذا المكان الرائع
فأردف أحدهم قائلا ونحن أيضا اشتقنا ل.... وقطع كلامه فجأة ثم تابع قائلا : أقصد اشتقنا لحبك الشديد للثقافة والقراءة
مضيت غير عابئة بابتسامة رفيقه التي حملت بعض من الخبث وهناك في ركني الهادئ أحضرت ديوانا لنزار قباني
(( هكذا اكتب تاريخ النساء)) كم انت مجنون يانزار قلتها في نفسي وأنا أصل الى الصفحة الخامسة توقفت عندها ووضعت ورقة صغيره وردية اللون لأتذكر المكان الذي وصلت اليه
لم أعد الى غرفتي ذلك اليوم إلا بحلول المساء فقد قضيت اليوم متنقلة مع الرفيقات من غرفة الى أخرى وختمنا تواجدنا معا بسهرة بسيطة في قاعة التلفاز عدت بعدها الى غرفتي حوالي الساعة الحادية عشر والنصف فتحت بابي بهدوء
فتعثرت قدمي بشيءٍ ما انحنيت لأنظر فوجدته مغلفا صغيرا ابيض اللون لا يوجد عليه مايشير لأي شيء
فتحته بسرعة لأرى مابداخله..... ذهلت تماما كان المغلف يحتوي ديوان نزار قباني(( هكذا أكتب تاريخ النساء))
ومم زاد عجبي أكثر هنا ك ورقة وردية صغيره بالصفحة الخامسة؟؟؟ لم يكن على الديوان مايشير لأي شخص
كان جديدا تماما.... رائحته... نعم رائحته هي الشيء الوحيد الذي بدا واضحا .. ان الصفحات غارقة بالعطر
عطر لاينسى ياترى من أحضر الديوان؟ ولماذا؟ لماذا كتب علي ّ ان يهرب النوم من عيني هذه الليلة أيضا
كانت تساؤلاتي تعصف بذهني وترهق أعصابي ومع كل تلك الدوامه كانت الأصوات القادمة من الغرفة المجاورة لغرفتي تثير رعبا من نوع آخر ؟؟؟ ماهذه الأصوات ولماذا تستمر حتى الفجر ماالذي يحدث في تلك الغرفة ومن يسكنها؟
نامت العيون مرهقه وتسلل الفجر الى غرفتي ولكني لم أستيقظ!!!!
الى هنا أتوقف لنكمل الرحلة في يومٍ آخر.... حيث قد تنتظرنا الإجابه
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة رحيق الكلمات ; 27-10-2013 الساعة 11:34 AM
رد مع اقتباس