[زهرة السوسن]

شاعرة مصرية ولدت في الإسكندرية عام 1917م، وبالرغم من أن دراستها الأساسية كانت في إحدى المدارس الفرنسية الخاصة فإنها اهتمت باللغة العربية. وآنَستْ في نفسها ميلاً لنظم الأهازيج والأشعار في لغتها الوطنية العربية وخاصة بعد أن التقت بالشاعر إبراهيم ناجي الذي رعى تجربتها الشعرية والثقافية.
وقد أّلفت رواية واحدة بعنوان: شجرة الجميز، كما نظمت ونشرت أربعة دواوين شعرية تحمل العناوين التالية:اللحن الباكي، الأجنحة البيضاء، أنا والليل، العودة إلى الكلمة.
ومن أحلى ما نظمت القصيدتان التاليتان:
ظ،- حين أراك
أنا حين أراك أُحس الأشياء السهلة
أمنح كل عذاباتي مهلة
أكسر مرآتي
أرجع طفلة!
أهجر عاداتي... أعتزل اليأس
أُغلق أبواب مغاراتي الجبلية
أقفز من فوق النافذة الخلفية
لأسير أمام الشمس
أرتكز عليك.
* * *
أنا حين أراك أجوب بساتيني اللغوية
أستخدم كل الأنوال
لأحوك فساتيني اللفظية
في حجم الأفعال
ولكي تبدو ناصعة، ملساء نقية
أتحاشى الخْدش، أتلافى اللمس
وأزركش كل زواياها بخيوط الهمس
كي تُبهر عينيك

أنا أنا حين أراك أصد رياح الرغبات
أنطلق بعيداً.. أتحرر من جو الغابات
أُبعِد أقدامي عن أقذارالشارع
أكتشف خطورة معنى العمر الضائع
أغلق قلبي كالرمس
حتى لاتختلط عليه الأصوات
أنْفُض عيني، أفرد ظهري
أفرغ فوق الدرب الكأس
كي أصل
إليك

لقاء في الطريق :
أي المشاعر في الدماء تدَفقت
.................حين التقينا بعد هجر مؤلم
وأبى السلام أبيتُه من قبل أن
...................يبدو يمر علي غير مسلمِ
وكذا تشابه في الخصام شعورنا
.............كالأمس في و صلٍ وحب مفعمِ
أعطيته ظهري وكم ملك الذي
............في الصدر من قلب توهج بالدم
ووَق ْ فتُ صامتة أُحرك في يدي
............مفتاح بيتي أو أساور معصمي
وخشيت أن أرنو إليه وطالما
..............أغرتُ عيني في سماه المظلم
ورجعت حتى لو تلمس أصبعي
.............لهويتُ فوق الأرض كالمتحطم
كم أمنيات عربدت في خاطري
....................لو أنني حققتها لم أسلم
فلو استطعت على الخدود صفعته
.................ثم انثنيتُ بقبلتين على الفمِ
ولو استطعت سخرتُ منه، شتمته
...............وركعت فوق خطاه كالمتندم
يا أنت لا تغتُر لست ملومة
...............أهواك حب الأم لابنٍ مجرم!


من كتاب: أشهر شاعرات الحب في الشرق والغرب.