عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 21-09-2016, 10:39 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




السلام عليكم أيها الشاعر القدير والأديب الأريب الأستاذ جاسم القرطوبي
لا زال تصويركم البديع لطبيعة القرية الوادعة المتآلف ابناؤها الملهم الشعراء
والفنانين جمالها، مضرب المثل والذي ضمّنتم ديباجتكم الرائعة يقفز طربا وسرورا في خلدي
إنّه الجمال المحاط ببراءة ابناء القرية ذكران واناثا كبارا وصغارا، غير أن الأحداث المؤسفة
جلبت سحابة قاتمة مفزعة سلخت البهاء ونحرت الهدوء وابدلت بالسكينة صخبا
وبضحكات الصبايا عويلا. كل هذه المناظر التي رسمت ريشتكم المبدعة يتابعها القارئ مأسورا
باسلوب قصصي يثير الفضول ويطرح الأسئلة ويصوّر للقارئ نتائجا قبل ان يصل إلى السطر التالي
ولا شكّ أن القدرة على استثارة عاطفة المتلقّي وانفعالاته مهارة فائقة هي قمة نجاح الكاتب
فليس كل من كتب حظي بانتباه أو اهتمام المتلقّي، ولا يخفى هدف القصة الواضح الرامي
إلى تنبيه الناس وتعليمهم قيما وسوكا يحميان من الإنزلاق خلف الدعاية، واتفق معك تماما
أن الكثيرين يحيطون حقيقتهم بهالات مزيّفة من القدسيّة والتظاهر بالتواضع أو التديّن
أو ما شابه، لقد وثق أهل القرية بامامهم الحكيم, ولم يطرق الشك قلب أي منهم
وصدّقوه في كل ما أظهر واعلن من مظاهر الصلاح والتقوى، وتواصوا بطاعته وتنفيذ نصائحه
إلى أن اصبحت وامست: (بيوت القرية أشبه بالقبور من حيث انعدام مظاهر
التواصل مع العالم الخارجي حتى الحمام الزاجل لم يعد يعشعش فيها)

ولا يفوتني ان ابدى الاعجاب بقدراتكم اللغوية الرفيعة واستخدامكم الحكيم
للدرر العربية وسط موقف متوتّرٍ محير: (كانت ابنته المدللة وقد حلت الأساور الحديدية يدها واستبدلت
بالأساور الماسية،ودموعها تخضر منها قدماها وتحمر كالشمس وجنتاها ... أنها ليلى يا حضرة الضابط لا الذئب).

ولا بد من الإشارة إلى لمسات الكوميديا المزهرة وسط غابة الخوف والإرتباك:
(فقال حكيم القرية: هاتف، وردد الناس خلفه: هاتف ! هل هذا هو المنكر الذي حذرتنا منه يا حكيم؟
قال الضابط : منكر! ويحك يا حكيم، ماذا تقول للناس وأي تخاريف تنقلها لهم ؟ وما الذي يقولونه؟
تبكي الفتاة أكثر وأكثر فيسألها أبوها: من أين لك هذا المنكر؟ قال الضابط: رجعنا على كلمة منكر مرة أخرى؟).

تداخل لا يدع للقارئ مجالا لأن يملّ أو يضجر
وتختصر هذه الفقرة النموذجية البناء جميع معاني الندم والحسرة:
(وحال بين سؤال الحكيم وجواب ابنته الدمع الذي امتزج بالدماء وكأن الطيور هاجرت أعشاشها
وحل الشتاء فجأة واشتدت الريح بل كسفت الشمس حزنا قبل اكتمال بزوغها).

اعذرني سيّدي على الإستعانة بمفرداتكم البديعة، فهي أوضح واصدق
وما نطقتم به سيّدي من حكمة على لسان ضابط الشرطة جدير بأن
يعرض على كثير من خلق الله الذين تذهب وتروح بهم الشائعات
واجد القصة قد تطرّقت إلى كثيرٍ من المشكلات والهموم والهواجس
فهاجس الزواج باسط سطوته على عقول وقلوب الكثيرين من الشباب
سوى أعلنوا ذلك أم اخفوه. وهو حق طبيعي يعوق المال تحقيقه.
اشكرك ايها الشاعر القدير والأديب الأريب جاسم القرطوبي
راجيا تقبّل كلماتي بصدر رحب
وتقبّل تحيّاتي


رد مع اقتباس