[خليل عفيفي]

أيها الأحبة
قبل البدء ، هذه معلومات بسيطة عن الشعر النبطي ، أو الشعبي ، أو العامي ، أو البدوي ...

اللهجات العامية والبدوية
منذ ألف سنة في البوادي العربية بدأت تظهر على ألسنة الناس لغة عربية تخلت بالتدريج عن الثوابت والقواعد النحوية والصرفية
للغة العربية الفصحى الأم ميلا إلى التسهيل والمرونة سميت باللهجة العامية أو المستحدثة ..
وقد غلبت على ألسنة الناس في القرن الحادي عشر الميلادي .. - منتصف القرن الخامس الهجري - في حين أن الفصحى –
لغة الأشعار العربية والمعلقات ، ولغة القرآن الكريم – بقيت على مر العصور لغة أهل العلم والأدب والدين كتابة وإبداعا ،
يفهما عامة الناس ، ولا يحسنون التعبير بها أو إجادة قراءتها ، لذلك فقد أضحت لغة النخبة المثقفة ..

أما العامية الوليدة فقد أصبحت وعاء التعبير لعامة الناس يتحدثون بها ، ويصبون فيها إبداعاتهم
وثقافتهم الشفوية ، وأشعارهم ، وحكاياتهم ، وموروثاتهم ، ما نسميه بالموروثات الشعبية ..
الثقافة الشعبية
الثقافة الشعبية نسبة إلى الشعب ، والعامية نسبة إلى عامة الناس ..
إنها ثقافة شفوية يتناقلها الناس بالرواية والمشافهة جيلا بعد جيل ، ولم تعرف الكتابة والتدوين إلا
لماما ، وفي أزمان متأخرة ..، وذلك لشيوع الأمية في أوساط عامة الناس من جهة ، ، ولعدم اعتراف
الأدباء والمؤرخين الرسميين بهذه الثقافة العامية من جهة أخرى ، فأحجموا عن تدوينها ...
تسمية الشعر النبطي :
تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم هي تسمية إقليمية تخص منطقة الخليج ، والجزيرة العربية
وكلمة نبطي مساوية لكلمة أعجمي التي استخدمت في التاريخ اللغوي والأدبي العربي لتعني غير الفصيح دون قصد على قوم معينين والدليل على ذلك قول ابن قتيبة في : أدب الكاتب :
"فالأعجمي الذي لا يفصح وان كان نازلا بالبادية وان كان فصيحا .."
والعجمي منسوب إلى العجم
وبعبارة أخرى فكلمة الأعجمي تدل على عدم الفصاحة دون دلالة على قوم ...
لماذا اكتسب اسم النبط هذا الاسم في الشعر بمعنى غير الفصاحة؟
النبط قوم من غير العرب ، وعرب البوادي الشمالية الشرقية هم أصحاب فصاحة فطرية كان أول من
عرفوه يتكلم العربية بلسان غير فصيح هم النبط الذين كانوا يسكنون سواد العراق وهم من بنوا البتراء المدينة الأثرية الأردنية التي تعد من عجائب الدنيا السبع حاليا ، ثم استمر وجودهم إلى البحرين

أسس الشعر النبطي :
- البناء الفني للقصيدة النبطية جاءت مشابهة لقصيدة الفصحى التقليدية ، فالبيت يقسم لشطرين ،
وهو الوحدة المتكررة في القصيدة .
وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد قد يبدو منفصلا عن سواه غير أن الجو النفسي
للشاعر وما يعتمل في صدره من عواطف ومشاعر هو الذي يجمع كل موضوعات القصيدة ..
البناء الموضوعي للقصيدة النبطية :
كثيرا ما تنقسم القصيدة إلى ثلاثة أقسام :
هي البداية ، ثم العرض أو الموضوع الرئيس ثم الخاتمة ..

وللبداية أساليب تقليدية منها :
البدء بذكر الله تعالى ، ومنها البدء بالشكوى والتعبير عن الهموم والوجد ومنها البدء بمخاطبة النسيم أو الطير المثير للشجون ..
وللخاتمة أساليب تقليدية كذلك ، أكثرها انتشارا ذكر الله تعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ..
موسيقى الشعر النبطي :
بلغت الأوزان التي يبني عليها الشعراء النبطيون أكثر من 47 وزنا تتفرع من معظمها صور وزنية حسب تفعيلة العروض والضرب ..
ومن هذه الأوزان اثنا عشر وزنا تطابق الأوزان الفصيحة ، أما سائر الأوزان النبطية فهي مولدة مستحدثة ، وأما القافية فقد ألزم الشاعر النبطي نفسه بقافيتين :

واحدة في نهاية الشطر الأول تسمى (الناعشة) ، وأخرى في نهاية القصيدة ، وتسمى (القارعة) ..
سميت القصيدة ذات القافيتين بالقصيدة المظمومة ، في حين سميت القصيدة ذات القافية الواحدة النهائية بالمهملة أو المطلقة ..
أقسام القصائد النبطية :
المثناية ذات الشطرين في كل بيت
المثلوثة ذات الأشطر الثلاثة في كل بيت
وكذلك المربوعة ، والمخموسة ، والمثمونة .......

الـألحان الغنائية للشعر النبطي
من ألحان الشعر النبطي ما يؤدى بالصوت دون مصاحبة أية آلة موسيقية أو إيقاعية يؤديها فرد أو
اثنان بالتناوب مثل : الردحة ، والونة وقصائد التغرودة ، ومنها ما يؤدى بالربابة ذات الوتر الواحد أو
بدونها مثل قصائد المسحوب ، والصخري والهجيني والجدولي والفراقي وغيرها...
وهناك فنون حركية للشعر النبطي وهي الرقصات الحماسية الجماعية مثل الحربية والعيالة والرزفة ... الخ