الموضوع: يعقوبُ وصحْبُه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-01-2011, 02:28 PM
الدكتور طاهر سماق الدكتور طاهر سماق غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: syria
المشاركات: 45
إرسال رسالة عبر MSN إلى الدكتور طاهر سماق إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الدكتور طاهر سماق
افتراضي يعقوبُ وصحْبُه

بعد أن انتشل يعقوب وثلاثة من أقرانه أحياءً وأمهم مستشهدة .. بعد أن بقوا ثلاثة أيامٍ تحت الأنقاض


يعقوبُ وصَحْبُه


تمدَّدَ يعقوبُ تحتَ الرُّكامِ ثلاث ليال
تمدَّى وأربعةٍ من ذويه الصغار
يقاسِمُهُم أصعبَ اللحظات



غطاؤهُمُ لُحُفٌ من دمار
وقربَهُمُ الأمُّ مستشهدة

ولا ضوءَ ..
لا زادَ ..
لا ماءَ .. ليس يليهِم سوى شبحِ الموتِ جار




أُقَدِّرُ أن الحبيسَ هو ابني
فكيفَ أُديرُ السؤالَ، وكيفَ أسطِّرُ فصلَ المقال؟

أ يعقوبُ مهلاً .. فقد طارَ أهلُ القرار
إلى مجلسِ الأمنِ طاروا ليبلوا بلاءَ القتال
فليس بمصرَ يُدار القرارُ بفكِّ الحصار
وكلُّ السيوفِ نَبَتْ يا صغيري وكلُّ السلاحِ عِقال


تمهَّلْ .. فسوفَ يضيءُ الصباحُ وسوفَ تنالُ المُحال
وكُلْ حبَّةَ البندورةِ غصَّاً لتجلوا عن الحلقِ منكَ الغبار
وصبِّرْ صِحابَكَ حتى يُتاحَ العبورُ إليكم خلالَ الدمار

أ يعقوبُ ..
لا تَدَعِ الخوفَ يأخُذُ منكم رباطةَ جأشِ الرجال
فأنتمْ على صِغَرِ السِّنِّ خيرُ الرجال

وتلكَ الزَّعامةُ لولا الـ(المواثيقَ) كانَت ستأتي إليكم
على سرج دبَّابةٍ أو يقال


بأن الـ(مؤزَّرَ) راحَ يُدافِعُ عنكم
هناكَ بعيداً – بكلِّ قواهُ الثِّقال
ويرفعُ صوتاً (قوياً سديداً) على مَنبَرٍ (لا يُقِّرُ) الضلال


وكفا الله جيوشَ الخنوعِ شُرورَ القتال
فكُنْ مطمئناً وأيقنْ تماماً بأنَّ القذائفَ لن تتوقف
ولا القاذفاتِ ولا المورِياتِ ولا العادياتْ
لن تتوقفَ من صوتِ ذاكَ الزَّعيمِ الذي ..
لا يُجيرُ ولا يستجار
وثقْ أنهُ والفاسقونَ البواقي ليسوا صِحابَ القرار


فأهلُ القرارِ – تيقَّنْ بنيَّ
حماسُ فقط، ثمَّ أنَّ الجهادَ همُ الانتصار
وثِقْ أنكَ اليومَ أقوى كثيراً
وأنَّ دروبَك لمّا تصيرُ كبيراً، ستصبِحُ محفوفةً بالفَخار
وثقْ أنَّ ربَّ العبادِ تعالى سينصُرُ من رابطوا في الديار
سينصُرُ منْ حوَّلوا أجسادَهُم
.. حولَ تلكَ البيوتِ أكاليل غار



ولا تبتئس للظلامِ كثيراً فلن يتأخَّرَ ضوءُ النهار
وإنْ كنتَ آنستَ في العينِ زيغاً
فخُذْ من ثيابِ الشهيدةِ جزءاً
وضعهُ على عينيكَ يجلو االضِّرار
فإنَّ دمَ الشهداءِ سراجٌ ينيرُ الدروبَ إلى الانتصار
__________________
قلتُ يوماً:
شِعْري .. نافِذَةُ النَّاسِ إلى ضَعْفي
وَيحي ..ما أقبحَهُ شِعري
ما أذيعَهُ سِرِّي
وقلتُ آخر:
شعري أتفَهُ مكنونٍ يصدُرُ عن نفسي
إني أتبرأ من شعري
إني أتبرأ من نفسي
وقُلتُ بعد ذلك:
سوف أشدو ألحُناً .. للحبِّ دوماً، للفرح
وأفــلُ القـيدَ .. قد أدمى فـؤاداً فانقــرح
سوف أشـدو أغنياتي دون لأيٍ أو ترح
لغصــونٍ وأريــجٍ وابتســــــــامٍ ومرح
وأقولُ اليوم:
يُغرِقُني هَمُّكَ يا وطني .. فتفيض الأوجاعُ سطورا
وإليكَ سأكتُبُ محترقاً .. وإليكَ أُغَرِّدُ شـــــحرورا
رد مع اقتباس