عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-05-2012, 10:30 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\

عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات

التواضع الجم والأدب الرفيع والاندماج مع الزملاء والبساطة في التعامل صفات تأسر عارفيه وملتقيه على اختلاف مشاربهم فتجعلهم يتجاوزون تحفظاتهم ويتناسون كل ما لعله يكون قد جال بخواطرهم من شكوك أو ظنون أو ما مر في أذهانهم من عتب أو مأخذ ويتساقط من دواخلهم ما لعلهم سمعوه من تقولات وانتقادات وغمزات يطلقها فلان وعلان من هواة الثرثرة واغتياب الآخرين بالباطل في الزوايا البعيدة والأماكن الخالية الجانبية يتحدث فينصرف الجمع لمتابعة حديثه لما فيه من تشويق وجاذبية ويحضر في المجلس فيفرض شخصيته ويجتذب الحضور للإصغاء إليه والإنصات لما يقول ويتفرع الجدال ويتنوع ولكن بوصلته تكون في يده هو لما يلقيه من حجة وما يقدمه من مبررات يصعب تجاهلها فيبقى وكل الآذان تتابعه ويخرج وكل الأعين ترمقه بالإعجاب تاركا في النفوس أثره البالغ بفصاحته وتلقائيته وجميل حديثه وبداهة تعليقاته وأسلوب حواره يتباسط مع الكل ويعطي الانتباه للجميع موسعا دائرة النقاش ومتيحا الفرصة لمن يرغب المشاركة في براعة وسلاسة وإتقان يرسل النكته أو بيت الشعر أو المقولة المأثورة أو المثل الشائع بالعامية الدارجة أو بالفصحى في أسلوب عجيب وبديهة حاضرة.
وثق العمل الإذاعي ودوراته الصباحية والعصرية والليلية الصلة بيننا زميلا في أول الأمر وقد كان أسبقنا في العمل وأكبرنا في السن وأكثرنا خبرة وتجربة ومعرفة ثم رئيسا بعد ذلك إلى أن صار نائباً للمدير وبعدها كان المدير والقائد الذي أصبح تصريف العمل وإدارته كله إليه في شتى الحالات ولم تتغير طبيعته ولم يتبدل حاله بل ظل كما هو مثلما عرفناه وخبرناه منذ أول لقائنا به الأخ الأكبر والصديق القريب الذي تكبر صداقته كلما مر الزمن وتوالت السنوات.
ولم يطل به الوقت في الإذاعة كثيرا فقد غادرها باكرا على غير رضاه وعكس ما يهوى وإن ظل محبا عاشقا لها شغوفا بها ينتظر العودة إليها ويأمل أن لا يطول ابتعاده عنها وفراقه إياها ساعيا بكل الجهد للرجوع باذلاً المحاولات ومهيئا الأسباب وملتمسا الوسائل لكن الرياح تجري في بعض الأحيان بما لا تشتهي السفن وفي النهاية لم تتحقق له الرغبة التي يتمناها للوصول مرة أخرى إلى ميكرفون الإذاعة متواصلا مع جماهيرها ومطلقا صوته عبر أثيرها.
ثم مضت به مقتضيات أداء واجب العمل وخدمة الوطن إلى أكثر من موقع في مؤسسات الحكومة المختلفة متفانيا في الولاء مخلصا في تقديم ما بوسعه غير ظان بأي جهد يستطيعه من أجل عمان وفي سبيلها.
وقد لبثنا بعده في الإذاعة زمنا امتد لسنوات زادت عن نصف العقد وعاد هو فيما بعد إلى العمل بوزارة الإعلام مديراً عاماً للإعلام ثم مديراً عاماً للمطبوعات ورئيساً لتحرير جريدة عمان وبعد عودته بنحو سنة أو أكثر قليلاً كان علينا نحن هذه المرة ترك الإعلام وقد بذل الجهد مضاعفا لإثنائنا ولكن قرارنا يومها كان غير قابل للتراجع فذهبنا وتركناه وإن استمرت صلتنا به قائمة لم تنفصم عراها بل توطدت وتأكدت وتوثقت روابطها وظل كما عهدناه من قبل ذاك الصديق الوفي الذي لا ينسى إخوانه يجدد التواصل بنا ويسعى إلينا ويزورنا ويستزيرنا باستمرار كلما سنحت الفرصة أو مضت فترة ويعتذر إن شغلته الشواغل ويعتب إن تأخرت زيارتنا أو تباعد اتصالنا.
وقد جذبتنا نحن أيضا الوظيفة إلى أمكنة أخرى مختلفة ومتعددة وبقيت الصداقة معه تنمو وتزداد رسوخا وثباتا يوما بعد يوم واستمر التواصل بالمراسلة او بالهاتف إن باعد بيننا المكان أو باللقاء المباشر حين نكون على مقربة من بعضنا.
وقد يحصل الاختلاف في الرؤى ووجهات النظر حيال بعض جوانب شؤون الحياة وذلك شيء طبيعي بين البشر ولكن من غير أن ـ يفسد للود قضية ـ كما يقول القائلون نختلف وتتقاطع رؤانا ولكن الحب والصداقة بيننا تظل ثابتة لا تهتز ولا تتغير وقد كتبت مرة مقالة مطولة في جريدة الوطن منتقدا حال الثقافة في عمان لم يعجبه ورآه حادا أكثر من اللازم فكتب ردا طويلا يناقض رأيي وكانت هذه الواقعة مثالاً لما أشرت إليه من تباين مواقفنا أحيانا حول قضايا أو أشخاص أو أفكار وقد تعودت أن لا أجامل في أرائي وأن أصر عليها وإن خالفني من خالفني إلى أن اكتشفت الخطأ فيما ذهبت إليه فإني أعود منقاداً طائعا للحقيقة غير هياب ولا متذبذب مهما كان الأمر.
وبحكم انفتاح الأستاذ عبدالله بن صخر وحبه للتواصل مع الناس نشأت صحبتنا في بدايات تعرفنا عليه وبدأ يصطحبنا لزيارات بعض أصدقائه ومعارفه وتعريفنا بأقاربه وأهله ومنهم والده الكريم الذي كنا نذهب إليه في منزله بمطرح وأحياناً في مزرعته بالحيل وفي مرات ذهبنا لزيارة أولاد عمه المشايخ أبناء منصور بن غالب خالد وحارث.

__________________
رد مع اقتباس