الموضوع: القرنقشوه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-08-2010, 02:10 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي القرنقشوه

ما أجمل الذكريات حينما تعبر بنا مخترقةً لجدران الزمن إلى تلك الأيام الغابرة، الأيام التي حفرت في عقولنا ولن يمحى أثرها سوء طال بنا العمر أو قصر، حيث كانت بساطة العيش ونقاء القلوب، ما أروع تلك الليلة من السنة، كانت مميزة بحق، كنا صغارً نجمع بها من بيوت القرية حلويات تظل لدينا لأسابيع.

في ليلة الخامس عشر من رمضان وبعد صلاة المغرب كنا نخرج من المنازل ونذهب لبيوت القرية لجمع الحلويات والمكسرات في مجموعات مختلطة من الجنسين، وذلك احتفالاً بما يسمى خليجياً بـ"القرنقشوه"، كنا نستعد لهذه الليلة مع دخول الشهر الكريم وذلك بجمع وحفظ العلب المعدنية الفارغة التي كانت تستخدم عائلاتنا محتوياتها في طعام الإفطار مثل"الشوربة والكاستر"، وكنا نحرص على حمل أغطيتها معنا وذلك كي نحافظ على ممارسة الطقوس بحذافيرها من حيث المنظر والجوهر، فالعادات والتقاليد بذلك الوقت كانت تمثل لنا مرجعً ثقافيً لابد من احترامه، حيث كانت تحتم علينا أن نطوف القرية ونحن نطرق العلب التي نحملها بالأغطية لينتج عن ذلك ضوضاء تشقق سكون القرية، بحيث تتحول لخلية نحل تختلط بها الأصوات والإيقاعات، كنا نردد عبارات الشكر للبيوت التي تعطينا فنقول: قدام بيتكم وادي والخير كله نادي، وكذلك لا ننسى البخلاء منهم فنقول لهم: قدام بيتكم صينية وراعيت البيت جنية، وعبارات أخرى لا نعرف معانيها توارثها أهل القرية جيل بعد جيل.

"طوق طوق" هكذا كان يسمى القرنقشوه في قريتي "مجيس"، لكن أين "الطوق طوق" اليوم؟!، كل شيء تغير وتبدل وبدائنا بدفع ضريبة المدنية والتطور، لم نعد نسمع ذلك القرع ولا تلك الحناجر الصغيرة المبحوحة من كثرة الإنشاد، لم نعد نرى سوء بضعة أطفال يحيون هذا اليوم والسبب منع الأهل لأولادهم من الذهاب للبيوت الأخرى بدعوى أن هذا العمل ينظر إليه وكأنه "شحاتة"، فيا ترى هل الزمن تغير أم أن الناس هم الذين تغيروا؟!.

هذه دعوى للجميع للمشاركة هنا وتعريفنا على طقوس "القرنقشوه" في مناطقهم، وأيضاً للتعليق لمن يرغب.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس