عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-08-2015, 04:19 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي الساحة الشعرية تفقد الشاعر «حمد الخروصي»

إثر سكتة قلبية ألمت به –
كتب – عامر الأنصاري –عمان

فقدت السلطنة يوم أمس نجما من نجوم سماء الشعر، فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاعر العماني حمد الخروصي في سويسرا إثر سكتة قلبية ألمت به.
وقد رحل الشاعر -الذي لقّب بـ «شاعر الشباب» و «شاعر الوطن»- تاركا وراءه العديد من الإنجازات الأدبية والنصوص الشعرية، فقد شارك في العديد من الندوات والفعاليات والمسابقات الشعرية في الساحتين المحلية والعربية، منها البرنامج الأول في ساحة الشعر النبطي «شاعر المليون» في أحد مواسمه، كما شارك في برنامج «بيت الشعر».
واهتم الفقيد – الذي يعتبر من أبرز شعراء الشعر التقليدي في السلطنة – في أطروحاته الشعرية بالقضايا الإنسانية العديدة، فقد تناول مواضيع الفقر والغربة والظلم وسعى إلى إبراز معنى الإنسانية.
وقد شغل الشاعر حمد الخروصي – رحمه الله – منصب منسق التحرير في مجلة «وهج الشعرية» التي تعتبر أول مجلة عمانية تهتم بالشعر التقليدي منذ 2008 حتى توقف المجلة، وكان أحد مؤسسيها.

حب الوطن

وقالت الدكتور الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسية في حديث خاص لـ «عمان» حول هذا الخطب: «رحمه الله رحمة واسعة، أعرف عنه الكثير، ولا رغبة لي في الكلام عنه، سوى أن حمد أتعبه حب هذا الوطن، ولكن الوطن يُتعب أمثاله من العاشقين والمولعين بحبه، لعل هذه القصيدة التي نبعت من فيض معين الشاعر حمد الخروصي توضح ما أقوله تماما:
من موطني أرض الغياب إلى غياب أرض الوطن..
أنا بخير وصحتي من يوم سافرت احتضار..
أنا بخير ومنتظر منك ولو قطعة كفن..
أرفض أموت وداخلي لك يا وطن هالانتظار..
أنا بخير ولي أهل وأصحاب وأحباب وسكن..
بس أشعر بوحشة غريب وأشعر بضيق وحصار..
أنا بخير وخاطري مكسور وأتنفس حزن..
من يوم فارقتك وليلي مغتصب وقت النهار..
ياذا الوطن مشتاق لك لو قبر لو حتى سجن..
ياذا الوطن محتاج لك لو طين لو ظلة جدار..».

نضال للسلم

أما الشاعر حمود بن وهقة اليحيائي، فقد ودعه ببيت شعري قال فيه:
«رحلت م امداني اوفّي ديوني …. على الأقل اصبر اردّ الجمايل!»
وأضاف: «أبو سما كان يناضل للسلم والحب والإنسانية، دفع عمره وحياته ثمنا لها، كافح حتى الرمق الأخير، لم يكن يخشى أحدا، وبعيد عن الشعر الذي هو أحد أركانه في عُمان والخليج، كلهم قالوا: رحمة الله عليك يا صديقنا، كلهم كانوا أصدقاءه، كلهم أحبّوه لروحه المرحة وأخلاقه العالية، وأنا فقدت أخي الذي لم تلده أمّي، وأفضاله عليّ كثيرة، كثيرة جدا، رحمة الله عليك يا أبا سما».

ابتسامة دائمة

وبدوره قال الشاعر أشرف العاصمي في حديثه لـ«عمان»: «حمد الخروصي، الشاعر الذي يقلب الصورة الشعرية بين يديه تماما كطينة يعبث بها طفل في الحارة! تشعر حين تبحر في يم نصوصه بإيقاعها الداخلي الشجي بدهشة لا متناهية حيث تنبعث دلالاته من الأقاصي لتحلق بعيدا في فضاءات السحر، تلك الابتسامة التي لا تفارق محياه وقلبه المغلف بالهدوء جعل منه شاعرا للحمام والورود، وإنسانا للرقة والجمال في انسيابية هادرة بالرياحين».
وأضاف: «ما أجملك يا حمد حين كنت تحض شعراء الشعبي بأن يلتصقوا بمفردات بيئتنا العمانية البكر النقية الصافية التي لم تلطخها يد التقليد ولم تنصت للصدى بل كانت تجربتها تجربة روحية عابرة للمجرات، حمد الخروصي، هكذا هو الرحيل إذن، لتبقى حروفك أطيارا تحلق بالذكرى وترش رياحين الشعور».

إنسانية

وقال الشاعر مازن الهدابي: «حمد الخروصي ، شاعر عظيم رحل، قصائده أثرت على أجيال، أبياته صنعت شعراء مبدعين، دراساته النقدية رسمت ملامح الطريق لي ولساحتنا الشعرية، أما إنسانيته فأحتاج لأكثر من ٢٨ حرفا لأوفي إنسانيته حقها..!
حمد الخروصي.. خالد في قلوبنا.. لم ولن يرحل عن ذاكرة الشعر التقليدي».

مواقع التواصل

وقد تناولت مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الشاعر، ذاكرين عبارات الدعاء بأن يسكن الله الفقيد بواسع رحمته، كما ذكروا بعضا من أبياته الشعرية وتغريداته عبر تويتر، ومن أبرز ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أبياته قوله:
حمامة الجنة تعود …. فاقدة سرب الأهل
سافروا خلف الحدود …. يوم ما حان الأجل
غيونها حزن وصمود …. بالله وعمان الأمل!!
من الذين تداولوا خبر رحيله عبر برنامج انستجرام الشاعر منتظر الموسوي، حيث قال في نص تعلقه على صورة الشاعر الخروصي: «هي رحلة في هذه الحياة، وكان من الطبيعي أن تنتهي يوماً ما، ولكن المؤسف أن يأتي خط النهاية مبكّراً، وفاة شاعر الوطن والحرية، حمد الخروصي إثر تعرضه لأزمة قلبية في سويسرا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجر الوطن».
وكذلك قال ياسر بن أسلم البلوشي عبر حسابه: «رحمك الله يا أستاذنا، أذكر أنه قال لي مرة في مسابقة شعرية: (إذا استمررت على هذا الجمال ستصبح شاعرا مميزا) .. أنا توقفت ولم استمر في كتابة الشعر، أما هو فتوقف الشعر عند قبره.. رحمك الله».

رد مع اقتباس