الموضوع: موعدنا الجنة
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-10-2013, 12:19 AM
الصورة الرمزية ذكرى
ذكرى ذكرى غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: أرض السلام
المشاركات: 1,291

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...في الحديثِ الصحيح-أختي الكريمة ذكرى-الذي رواه الإمامُ مسلم مرفوعاً عن أبي هريْرة رضي الله عنه،ورواهُ الإمامُ البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،نقرأ قوله صلى الله عليه وسلم : (( الأرواح جنود مجندة،فما تعارف منها ائتلف،وما تناكر اختلف ))...

وتلكَ هي طبيعة روح المؤمن الجذلى الرقيقة عندما تستأنسُ-في أي مكانٍ وزمانٍ-بوجودِ أرواحٍ أخويةٍ أخرى،جمَعَها الإسلامُ العظيمُ في بوتقةٍ-من الإخاءِ والصفاءِ-ثم راحَ يَسكِبُ خلاصتـَها الإيمانية َفي الشغافِ والحنايَا،فإذ برقائقِ الإلفةِ تتفجرُ في القلوب كالينبوع الرقراق،وإذ بمسافاتِ التنائي تتقاربُ،وإذ بكل الاعتباراتِ والحسابَاتِ الدنيويةِ تسقط وتتلاشى وتذوبُ في ساحِ الأخوَّةِ الإسلاميةِ الطهور..

هذا يحدثُ-أختي-في الوضع العادي..والزمان العادي..والمكان العادي..فكيفَ والوضعُ وضْعُ الاعتمار،والزمانُ مشمولٌ بهذهِ السُّنة الحميدة،والمكانُ هو ثاني الحرَميْن الشريفيْن وعلى مقربةٍ من مثوَى سيِّدِ الخلق ومنبرهِ الشريف وبينهما روضةٌ من رياض الجنةِ...؟؟!!!

وإنها-وايْمُ اللهِ-هي الأخوَّة التي أقامَها الإسلامُ على شرَفِ الانتماءِ والانتسابِ إليه،هي وحدَها التي جعلتْ من قلبيْكما يستشعران دفءَ المَحبةِ الغامرةِ على الرغمِ من قِصَرِ المُدةِ في اللقاءِ وعلى الرغم من امتدادِ التزاحم داخل الحرم النبوي الأسعد...

الأدبُ الإسلاميُّ الجَمُّ..الوجهُ الصبوحُ المشرقُ..الابتسامة الأخوية الآلِقة..الكلمة الطيبة الرقيقة...كلُّ ذلكَ كفيلٌ-باسم الإسلام وتحتَ راياتِ مبادئهِ الرفيعة-أن يَجعلَ من ( فاطمة )-وهي الفتاة الأعجمية التركية من ضفافِ نهر الأنضول في البسفور-تنفِذُ إلى شغافِ قلبِ ( ذكرَى )-وهي الفتاة العربية من رَبْعِ الجزيرة العربية أو من تخومِها-فتستقرُّ فيه،ويكونُ بعد الاستقرارِ رجاءٌ وأمَلٌ في لقاءٍ أبَدِيٍّ،هناكَ (( في جناتٍ ونهر في مَقعَدِ صِدْقٍ عندَ مَليكٍ مقتدر ))...

إنه لقاءُ المُحبين الواصلينَ وصْلَ القلب والروح...ولنا أن نرددَ ما قالهُ يوماً شيْخنا المربي،العلاَّمة الكبيرُ الدكتور يُوسُفُ القرَضَاوي حفظه الله :

يا أخي في الهندِ أو في المغربِ ** أنا منكَ،أنتَ مني أنتَ بــي
لا تسَلْ عن عنصري،عنْ نسَبي ** إنه الإســــــلامُ أمي وأبي..!!


بوركتِ-سيدتي-على هاتيكِ الخاطرةِ الإيمانيةِ الفيْحاء التي عْشنا-نحن القرَّاءَ-ظِلاَلـَهَا الوارفة بأرواحنا ومشاعرنا وقلوبنا..وهنيئًا لكِ-والوالدة الكريمة-مَكْرُمَة الاعتمار والزيارة..وهنيئًا لكِ بهذه الروح الشفيفة الرفيفة التي احتوتكما-أنتِ وفاطمة-في لِحافٍ أخويٍّ سامٍ..واللهَ نسألُ أن يَجمَعَ بينكما هناكَ في الملأ الأعلى بعْدَ طول عُمْرٍ وحُسْن عَمَلٍ إن شاء الله...
سيدي القدير يزيد فاضلي
كل التقدير لحضور يرقى بالفكر ويسمو بالروح
أسعدك الباري
دمت بخير
__________________
سنرحل.....ويبقى الأثر
رد مع اقتباس