عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-12-2010, 10:37 PM
طيب رشاد طيب رشاد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 32
افتراضي لاجديد إلا على أساس القديم

لاجديد إلا على أساس القديم
طيب رشاد عبدالوهاب*
منذ فترة وجيزة وقلمي يغازلني بالكتابة عن النظرية الجديدة للنص ميديا أو النص الجديد الذي يحاول عدد من الشبان المجتهدين لتأسيسه بقيادة -المنعوت -بالمحنون الأعظم (هاني الصلوي) ..حيث بدأت فكرة الكتابة بمحاور واستفهامات لم تتبلور أو تكتمل الا حين وقع بين ناظري حوار شيق مع الأديب الكبير رفيق المعلوف في مجلة العربي ..كان عنوان هذه المقالة البسيطة مستنبطا من ذلك الحوار على لسان المعلوف.
بدأت جملة من الاستفهامات والتساؤلات تخطر ببالي حين قمت بنشر مادة أدبية في صحيفة الثقافية والتي كنت أشغل فيها سكرتيرا للتحرير قبل أن يتم توقيفها في قضية نشر ، وكانت المادة الأدبية المنشورة للأخ هاني الصلوي..من ضمن تلك التساؤلات هل (النص ميديا) متأصل بالتراث؟ أم إنه خليط ثقافات (عربية و غربية) وهل له ضوابط ومعايير ؟ وماذا يمكننا تسمية أصحاب مثل هذه الكتابات؟ وهذا السؤال الأخير كنت قد وضعته في ملتقى النص الجديد المنعقد في رحاب اتحاد كتاب مصر بالقاهرة في فبراير الفائت في مداخلة لبعض الأوراق التي قدمت ، حينها علق الأخ الصلوي-مازحا- بــ(النصاص)...على الرغم من أن تلك الأوراق قد قدمت شيئا جديدا واجتهادا لابأس به الا أنها لم ترسم ملامح المولود الجديد بعناية والخوف من أن يولد مشوها.
وفي الوقت الذي لم تهدأ فيه المعركة الأدبيه بين الكلاسيكيين والحداثيين وان بدا الهدوء مخيما الا أن النار تحت الرماد..بدأ فريق ثالث ينادي بتجديد الجديد أو تحديث الحديث كما يحلو لي تسميتها..ولا أدري ما هو مفهوم الحداثة للفريقين الأخيرين..هل هو تمرد على الأصالة؟ أم تمسك بالجذور مع بعض التغييرات؟ أم لهما مفهوم آخر؟ خصوصا مع بروز عدد «كبيييير» من الأسماء التي تنسب نفسها الى الشعر أو ما شابه، وهنا تستحضرني مقولة للروائي والناقد المصري ادوراد الخراط والذي يقولالواقع الأدبي شعرا ورواية في العالم العربي لم يعرف ربما عصرا مزدهرا ومغامرا وقديرا مثلما هو في هذه الأيام) فأي ازدهار يراه الخراط ؟..في ذلك الكم الهائل ممن ينتسبون للشعر وهو منهم براء ولايجيدون من الشعر سوى الهيكل فقط وأقصد بذلك الشعر الحر أو قصيدة النثر وان كان في زمانه برز عدد من الشعراء الكبار والحداثيين أثروا الأدب العربي بروائعهم الا أن عصره لم يكن كما وصف..على الرغم من أنني لاأؤمن بأي شاعر نثري لم يمر على مدرسة التفعيلة ولا يمتلك مقومات اللغة واجادتها..وهذا ما أؤكده مرارا وتكرارا في نقاشاتي مع عدد من الأدباء والشعراء أتفقت به مع البعض واختلفت فيه مع الكثييير»..ولذلك يقول الأديب الكبير رفيق المعلوفنصحني أمين نخلة بأن أتعب على لغتي لكي أكون شاعرا كبيرا)ويقول الحداثة يجب أن تنسب الى لغتنا لا الى أي لغة أخرى) في اشارة الى أن الاجتهاد حين يكون لابد منه لابد وأن يقترن بالضوابط لكي لايصبح التجاوز هو القاعدة.
ويقول -أيضا-للبناية أسسها ولاتشاد على رمال،وعلى الشاعر أن يقرأ التراث بجاهلية واسلامية،وعباسية ،وبصوفية ونهضوية ليستطيع أن يتقدم ويتجاوز ما كان).وفي مقتطف من حديثه يؤكد ويعترف بحداثيته مع احتفاظه بأصالته لذلك يقول لقد تم تجديدي بناء على التراث ، ومن لايعرف حقيقته ونسبه الثقافي لا يعرف شيئا..وكل حداثة تطرأ يجب أن تستند إلى الماضي الأصيل).
كما انبهر عدد غفير من ما يسمون بالحداثيين بالتجربة الغربية وعدوها حداثة لذا فإن قضية ربط قصيدة النثر وما بعدها بالتجارب الغربية أمر معتاد ومشاهد ولم يسلم منها حتى أو دونيس وغيره وهذا لايعني رداءة في الانتاج لكن تظل اللغة هي الأصل مع الاحتفاظ بمقومات النص ولأدونيس تجربته في هذا الجانب.. مماحدا بالبعض منهم ممن سحقهم تيار الحداثة فتأثروا بالأدب الغربي على حساب الأدب العربي الزاخر ولغته الرصينة ففهموا الحداثة من منظور التمرد على القديم أو حتى نسفه.
وأختم مقالتي بمقولة للمعلوف بدأتها بعنوان لمقالتيلاجديد الا على أساس القديم ولاأطلب بذلك أن يكون الشاعر مقلدا أو ممسوخ الشخصية ،ماأريده فاعلية التحديث المتصل بالجذور)لذا وجب علينا أن نرسم ملامح مولودنا الجديد بتأن ولايدفعنا حماسنا المتهور -ربما- الى التسرع بإجهاضه أو حتى اخداجه..متمنيا أن تأتي اللقاءات القادمة وفي جعبتها العديد من الاجابات والأوراق الجديدة للنص الجديد.
*سكرتير تحرير صحيفة الثقافية-اليمن-
http://www.algomhoriah.net/newsweeka...php?sid=127767

التعديل الأخير تم بواسطة طيب رشاد ; 25-12-2010 الساعة 10:40 PM