[فاطمه القمشوعيه]

أرجوحة فوق زمنين
محمود الرحبي
كتاب يصدر عن دار نينوى بالتعاون مع ملحق أقاصي في مسقط

"أرجوحة فوق زمنين" هو عنوان المجموعة القصصية الفائزة بالمركز الأول للكاتب محمود الرحبى فى مسابقة مجلة دبى الثقافية فى دورتها السادسة (2008 – 2009)م، والتى صدرت عن دار "الصدى" ومجلة "دبى" الثقافية.

محمود الرحبى قاص عمانى، يعمل مديرًا لدائرة التوعية الإعلامية بوزارة التعليم العالى، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "اللون البنى" عن دار المدى بدمشق عام 1996م، ومجموعة قصصية بعنوان "بركة النسيان" عن مطبعة مزون بمسقط عام 2006م، ومجموعة "لماذا لا تمزح معي؟" عن دار أزمنة بالأردن عام 2008م.

ويصدر لهُ قريبًا رواية "درب المسحورة" عن دار رياض الريس بلندن ورواية "خريطة الحالم" عن دار منشورات الجمل بألمانيا.

تتألف "أرجوحةٌ فوق زمنين" من 11 قصة قصيرة هم "السيح الأحمر"، ثلج على مسقط"، "هواء"، "صباح الإشاعات"، "فعل الأسماء القديمة"، "الذائب"، "مكنسة الغروب"، ليلة العسل"، "حوار لا يعبر"، "لحلم الكلب"، و"حديث صاخب بما معنا".


المجموعة كشفت عن إمكاناتٍ واضحةٍ في التعامل مع أدوات القصّ ضمن رؤيةٍ ناضجةٍ، هادئةٍ، لا تغامر كثيراً، ولا تصادم الذوق الفنّيّ العامّ لمجرّد المصادمة. أضف إلى ذلك القدرة على توظيف اللغة، واستثمار طاقاتها على نحوٍ شديد الاقتصاد، سواءٌ أكان ذلك على مستوى السرد أم الوصف أم الحوار. ولقد خلت بعض القصص من الحدث بمعناه التقليديّ الذي يشترط النموّ والتصاعد (ثلج على مسقط)، فجاءت مجرّد لوحةٍ كان السارد يتتبّع تفاصيلها أوّلاً بأوّل. والواقع أنّ نصوصاً من هذا النوع كثيراً ما تبدو بطيئة الإيقاع، أو مفتقرةً إلى الحيويّة، لكنّ المهارة في ملاحقة العناصر المكوّنة للوحة، والحرص على الولوج إلى ما هو أعمق من الشكل، والتركيز على الوظيفيّ منها وحسب، كلّ ذلك جعل منها نصّاً مثيراً لا يخلو من دلالةٍ ذات قيمة.
يبقى أخيراً أن نشير إلى براعة الكاتب في الإفلات من ربقة التوثيق والتأريخ في تصويره للبيئة المحلّيّة، حيث نجح في تصوير هذه البيئة بمختلف مكوّناتها، ولكن من غير تفريطٍ بمقاصده البعيدة، وهي مقاصد صيغت عبر أسئلةٍ كبرى تتناول مصير الإنسان، ومعنى وجوده، وطبيعة الصراعات التي يخوضها مع ذاته، ومع المجتمع، ومع الحياة..