عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-06-2013, 11:13 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الَتوْأمَ الجزء 2



الجزء الثاني

دعتهما أمهما اليها, وقد دنى الأصيل
فأغلقا متجرهما , وبادرا الى تلبية دعوتها
وهما يتسآلان عن سبب الدعوة
فاستقبلتهما في حديقة القصر, وضمّتهما إلى صدرها ثم خاطبتهما بقولها :
أي يني فإنكما قد بلغتما مبلغ الرجال, وأمسيتما في عز الشباب
وقد وهبكما ربُكما حُسن الأخلاق, وجمال الخِلقة
وحببكما إلى خلقه, ولقد ترك لكما أبوكما ثروة طائلة تُحسدان عليها
ولكننا لم نُرزق من الذُريّة بسواكما
وتعلمان علم اليقين بأن
{المال والبنُون زينة الحياة الدُنيا}
وأنا أتمنى أن أرى ولدكما قبل أن أفارق الدُنيا ...
فأرى أن تنظرا إلى من ترغبان في الاقتران بها من بنات العم أو الخال أو سواهن
فإني أخطبهما لكما دون تأخير, وسأُقيم لكما فرحا لم يُرى مِثله
فوجئ الشابان بهذا الكلام, وصمتا طويلا قبل أن يرُدا عليها
فلم يكن الزواج يخطر على قلب أي منهما, ولا فكرا أبدا في الإفتراق
بل كان كلُ ما يشغُلهما هو المال والثروة والعلاقات التجارية
وعد حسن أمه بأن يفكر في الأمر...
أما حسين فقد صرّح بأنّه لا يرغب في الزواج
وأن ليس لديه رغبة في الإرتباط بزوجة وأطفال
وأنه يُفضّل أن يبقى حُرّا طليقا
دون قيود
ثم قفلا عائدين إلى متجرهما بعد أن أستأذنا من أمهما
عندما إختلى حسن بِنفسه في جنح الدُجى سرح خياله إلى المستقبل ...
فتخيّل زوجته الجميلة تقدّم له كأسا مُترعة من شراب الهناء ...
وتجلس أمامه, يتحدثان في أمور شتى
وهذا إبنه الصغير يقع على قفاه فيبادر إلى نجدته ...
وهذه إبنته الحبيبة تناديه ... بابا ... بابا ... فيقبل عليها
شعر حسنٌ بسرور وغِبطة يملان صدره والتصقت الصورة بجوانحه
فهب من على فراشه الوثير وتوجّه صوب أخيه التوأم حسين ...
فلا بُد من أنه يسبح في نفس الحُلُم, ويعيش نفس الإحساس ...
لكنه وجد حسينا يغُطّ في نوم عميق ...
وإبتسامة بلهاء تبدو على مُحياه ...
فخاب رجاء حسن. وعاد كئيبا إلى جِناحه وحاول أن ينام
لكنّ الأرق إعتراه, والنوم جفاه ...
حاول أن يتذكّر وجوه وأسماء بنات العم أوبنات الخال
لكنه لم يتذكر وجها واحدا
ولا إسما واحدا
إنتصف الليل وهو يتململ في فراشه
لا يتذكر شيئا, ولا يتمكّن من النوم
هذا أذان الفجر يبدد سكون الليل البهيــــم ...
والسهد مطبق على جفني حسن ... وعندما عجز عن التذكُر
أحسّ بالوسن يداعب أجفانه ... وبالنعاس يتسلل إلى عيونه
فأراد أن يستسلم لسلطان النوم ...
ولكن الحلم الجميل ما فارق مهجته بعد
فكانت مخيّلته تجوس خلال منازل وبيوت الأعمام و الأخوال
تستعرض حِلاّنها من ربّات الخدور ...
فهذه دار خاله أبي سعيد, لكن ليس بداخلها أحد, فلقد توفوا جميع منذ أعوام
وهذا منزل القاضي, وإبنته الجميلة, لكنها للأسف قد خطبت من إبن عمها
وهذا منزل عمته أم "شمس" ... نعم "شمس النهار" ...
عندما تذكّرها إتسّعت حدقتا عينيه
وإنتفض جالسا ...
وأخذ يخاطبها في نفسه : كيف تُهتُ عنك يا "شمس" ؟
أنت المنى والطلب يا "شمس" ...
أنت شريكة حيا ...
ثم غلبه النوم, فأغمض عينيه ونام ...
عندما نهض حسين من رُقاده في الصباح الباكر, وجد أمه تنتظرهما في قاعة الطعام
ولكن حسن لم يأتي بعد ... انتظراه ...
ولكنه تأخرَ أكثر مما ينبغي له ...
فدبَ القلق الى قلب حسين وفؤاد أمه ...
وحين أتى حسين ليطمئّن عليه وجده مُستغِرقاً في سُباته
وإبتسامة عريضة تعلو وجهه المشرق فأطمأن
وعاد إلى أمه وطمأنها, ثم إنصرف إلى متجِره ...
إنتظرت الأمُ وقتا طويلاً, ولكن حسن لم يصحو بعد من النوم, فأنتابها القلقُ
وإنطلقت لتنظر ما حل بثمرة فؤادها ...
ولما إقتربت من جناحه وقفت مذهُولةً ...

يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 25-06-2013 الساعة 01:52 AM
رد مع اقتباس