الموضوع: لا.. أيها القدر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-09-2010, 11:30 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي لا.. أيها القدر

أي قدرٍ أنت؟!.. تحكم بلقائنا.. تنكا جراحنا.. تجمع من جديد مشاعرنا.. تلملم شملنا وبين أكناف الحب تضعنا.. تنسينا الآم الماضي وتحت عباءة المودة تدثرنا.. هنا.. بهذه البقعة المظلمة حيث لا مكان للتراجع.. لا مكان للاختيار.. فقط الانصياع.

كنت أتمتم بكلماتٍ شبه مسموعة بصوت يئن تحت وطئت الحشرجة.. يفتق السكون لتتقاذفه الرياح.. هناك.. بل هنا حيث تقف أمامي هذه الدمية المحشوة بالألف اللعنات.. خاوية الرأس إلا من فتات أحلام باليه.. بعد خوضها للمعارك الغرامية الممتزجة بالتفاهة.. وقفت تتلعثم بين كلامٍ وتمتمة..أعذارٍ وآهات.. تتوسل المسكينة ضاربةًً على أوتار العواطف.. تترنم ببكائها كنائحةٍ حلت عليها فاجعة.. كزانية للرجم مصلوبة.. ترتجي الغفران والتوبةِ النصوحة.

هناك طقطقة.. قلبي يخفق رحمة.. فهو ليس بحجر بل من لحم ودم ومزيج مشاعر لا تتحمل الألم.. ينفطر.. يسامح ويغفر.. في ملكوت حبها يهيم وينصهر.. ثم يقهر ويبهر.. فقلب المسكينة بحبة لم يمتلئ.

كم برئٌ أنا.. عاقرت الصبر متحملً السفور والعيش مع قلب دفن بين القبور.. حتى أصبت بداء العجز والفتور.. أنساني العشق ونسج على قلبي خيوطً من الذل مانعً الفرح من الدخول.. لم أتحمل الصدود ولا خيانة المواثيق والعهود.. انسحبت.. عشت حياتي بأتراح لا أعرف الأفراح.. تأقلمت معها.. حتى يوم الشؤم ذاك.. حين أتى القدر يزفها على طبق من ذهب.. تأملتها بحنين.. اشتقت لها.. لكني أمسكت على قلبي وأبعدتها.. وقلت لا أيها القدر أعذرني فلم تعد أنت القاضي ولا بيدك مفاتيح القهر.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس