الموضوع: بدون مجاملة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-05-2016, 11:59 AM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي بدون مجاملة

بدون مجاملة – محمد الفاضل

لا أذيع سراً إذ أقول أن الأثير أصبح ساحة تراشق إعلامية واختلط فيها الحابل بالنابل ، وأضحت مهمة الوصول إلى الحقيقة يكتنفها شئ من الصعوبة نظراً لدور الإعلام غير المحايد في تشويه الوقائع ولي عنق الحقائق ، بيد أن الحصول على المعلومة الصحيحة ليس بالأمر العسير ، حيث أصبح كل شئ متاح في ظل التطور التكنولوجي ، شرط قراءة التاريخ بعقلية منفتحة ودون تحيز ، وبموضوعية وتحليل الأحداث وقراءة مابين السطور .


ولا يخفى على القارئ الحصيف دور بعض المثقفين والاعلاميين في تزوير الحقائق والدفاع باستماتة عجيبة عن الأنظمة القمعية بدوافع شتى ، بل وصل بهم الأمر بإصدار شهادات وطنية وحسن سلوك لحكامنا، وشد ما كانت دهشتي حين قرأت لبعض الأدباء الذي كنت أجلهم كثيراً ، وهو ينبري للدفاع عن نظام القتل في سوريا وكيل المديح لروسيا و بوتين .


هؤلاء ينحون باللائمة على المعارضة السورية والشعب المتاَمر ، وبعض الدول المجاورة التي تتاَمر على سوريا ، وهذا جانب من الحقيقة ، أو بالأحرى الجزء الفارغ من الكأس ، و لأجل أن نرى الصورة كاملة ، يجب أن نحرر عقولنا ونتسم بالموضوعية للوصول إلى كنه المشكلة الحقيقية.


وهنا يتوجب علي استخدام مبضع الجراح بعناية فائقة ، توخياً للحذر بعدم إصابة المصداقية بجروح ، مما قد يؤدي للوقوع في شرك الطائفية المقيتة والنظرة الضيقة ، ناهيك عن التعصب الأعمى ،
ولا أخترع البارود حين أقول أن سوريا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات ، ولكن يبقى السؤال الأهم ، ألا وهو أين موقع النظام من الإعراب ، وهل يتحمل المسؤلية ، أم هي مجرد مؤامرة كما يحلو للبعض أن يسميها؟

ولنبدأ بالقضية الفلسطينية ، تلك الورقة التي يلعب بها النظام و يتاجر ، في عام 1976 حاصرت الوحدات الخاصة السورية مخيم تل الزعتر في لبنان ونفذت إبادة جماعية بحق سكان المخيم ، بل تعداه إلى منع الصليب الأحمر من دخول المخيم ، حيث اغتصبت النساء وأذل الشيوخ على مرأى من أبنائهم وتم قتل الالاف ، حتى اضطر الناس إلى أكل لحم القطط نتيجة للحصار والتجويع ، أليس هو نفس السيناريو الذي يتكرر اليوم مع فارق الفترة الزمنية ؟ وهذه وقائع تاريخية مثبتة لا يمكن انكارها .


و لاننسى معارك طرابلس ضد عرفات ، وقتال المقاومة الفلسطينية ، هذه هي حقيقة المقاومة والممانعة ، والقائمة تطول ، من قام باغتيال كل من كمال جنبلاط ، المفتي حسن خالد ، وصولاً لرفيق الحريري وجبران تويني ، وبشير الجميل ؟ ولكني لن أطيل على القارئ .


في عام 2000 تم تغيير الدستور السوري لعام 1973 وفصل على مقاس بشار اَنذاك حيث كان عمره 34 سنة والدستور واضح ، عمر الرئيس يجب أن لا يقل عن 40 سنة ، بل وصلت المهزلة إلى انتخابه أمين عام للحزب !
قام النظام باعتقال زعيم الحزب الشيوعي السوري رياض الترك واستاذ الاقتصاد الدكتور عارف دليلة ، ورياض سيف و مأمون الحمصي ، متهماً اياهم بالتخابر مع دولة أجنبية.


نأتي إلى بداية الثورة ، ألم تكن سلمية ؟ ولكن النظام قابلها بالرصاص ! مع العلم كان بإمكانه أن يحتويها ، ولكنه الغرور والعقلية البوليسية . ولكي لا يتفلسلف علينا البعض ويستخدم ورقة داعش ، نقول لهم ، ألعبوا غيرها ! لم يكن قد دخل على خط الثورة اَنذاك.

نحن لا ننكر أن الثورة انحرفت عن مسارها ، ودخلت كل الأطراف ، بدون مبالغة ، على خط الثورة ، ولكن هذا لا ينفي إجرام النظام ، تلك هي المشكلة الأساسية ، وما اَلت اليه الأمور نتيجة طبيعية ، هل من عاقل ينكر استخدام البراميل فوق المدن وصواريخ أرض أرض ، ناهيك عن الطيران وقصف الأسواق الشعبية ، والغازات الكيماوية , و الجزء الأخطر اللعب بالورقة الطائفية ! وجلب ميليشيات طائفية ، والزج بها في أتون الحرب ، أليس هو النظام من استخدم ورقة داعش ؟

البعض يغمز من طرف الاستعانة بالمقاتلين الأجانب, ولكن ألا يفعل النطام الشيء نفسه! أم أن كل تلك الميليشيات الطائفية هي حمامات سلام!

__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس