عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2013, 01:18 AM
الحكمانية الحكمانية غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 13
افتراضي رب حادثة أيقظت من بعد سبات ..

تمضي بنا عجلة الحياة سراعا ، والعمر ينقضي دون أن نصنع حياة أخرى تخلدنا، لاهون في أعمالنا ،منشغلون في أمر دنيانا، نتنافس عليها ،فتعركنا براحها
وفي يوم يشبه سابقه ،في مكان عملي ،حملت بين يدي أوراقي كي أنجزهاَ أثناء حصة الاحتياط
دخلت الصف خامس وسلمت على الطالبات ،رددن السلام بنغم يملؤه أناشيد الحماس
ابتسامة مشرقة كست ملامحي ،فلهذا اللحن الشجي ،وقع في نفسي ،يذكرني بطفولة امتزجت فيها الألوان ،فنقاء وصفاء ومحيا كالضياء
حينما كنا صغارا ما إن تسلم المعلمة حتى نبادرها بتحية يتسع صداها في الآفاق ،كاتساع صدورنا آن ذاك .
وها هي ذي الحياة تدور فأجد الصنيع نفسه مع الطالبات الصغيرات .
وما إن فرغن من تلك التغريدة العذبة
حتى تقدمت لي إحداهن ، _وهي تخبر طلاقتي بالفصحى _ ، فأخذت تعتلك الفصحي قائلة :أستاذتي هل تسمحين لنا أن نتدرب على المسرحية
قلت: لكن ذلك ولكن دون أن تحدثن ضجة .
أما أنا هممت بمتابعة أعمالي فتارة أعبث بقلمي أكتب ،وأرسم ،وأشخبط
وتارة يجتذبني أداء الطالبات وضحكاتهن البريئة والتي لا تكاد تخلو من الشجار أحيانا.
فجأة سمعت صوتا ،كنت أدرك تماما أن مصدر الصوت هي تلك الصورة المعلقة أعلاي
إلا أنني لم أكترث لأمرها وهذا على غير عادتي ،فأنا شديدة الاحتراس لأدنى صوت قد يراود مسمعي
وما لبثت سوى هنيهة حتى وقعت الصورة بالقرب مني ،تحطمت ،تناثر زجاجها حتى وصل لأخمص قدميّ، خيم الصمت لبرهة فقط ، بعدها اشرئبت الأعناق وتعالت الأصوات حمدلله ،ومن ثم عدن الطالبات إلى التدريب وكأن شيئا لم يكن .
أما أنا لثمت فمي بيدي وظللت أحدق طويلا في الزجاج المكسور ، وأفكار غريبة تنسل إلى جناني ،
ماذا لو وقعت هذه الصورة الكبيرة فوق إحدانا لا سمح الله ؟
لجشمت رأسها حتما ولكن هي رحمة من الله أوسع ،ولطف إلينا يُدفع وحكمة كالغيث تهمع .
شعرت أن الموت قاب قوسين أو أدنى مني ،
ولازلت رجفة تعتري جسمي ،وعبرة تستجدي همّي
ولسان حالي يسمّي ،، باسمك اللهم ربي باسمك اللهم ربي
حاولت أن ألملم شعث روحي وأنين بوحي ولكن رجليّ لا تكاد تحملاني من هول الموقف ،
أمرت طالبة أن تنادي العاملة لجمع شظايا الزجاج المنثور
وفي داخلي قشعريرة ما بين هيبة ورجاء ما انفكت تردد
سامحنا يارب كم عصيناك وأنت بالحلم تصفح ،وما شكرناك ولازلت تمنح ،
فطفقت أمشي وماهجع فؤادي في معاتبة نفسي على ما فرطت في أمسي
رب حادثة توقظ من سبات .
رد مع اقتباس