الموضوع: تتهمني بالغباء
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18-11-2011, 12:09 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


لا... لم أفكر أبدا مثل هذا التفكير, لقد ملكت قلبي وأسرت هواي, لم أستطع نسيانها.. صوتها, ابتسامتها
عينيها, كل ما فيها صار صورةً معلقة بين شرايين قلبي ملتصقةً بجذور الحب, في أفكاري في أحلامي, في خيالي, في مشاعري, وفي كل جزء من جسدي, أتخيل حبي لها كنجم يضيء نور ظلماتي, كشمعة يرتقي نور ضيائها مع لهبها الخافت البطيء الذي يجذبني بحرقةٍ وشوق..

نهضت والتفت لأرى أصدقائي وملامح الحزن تغطيهم, أرادوا أن يواسوا حالي فقالوا لي" لا تحزن سترجع إلى نفس المكان ", رسمت على وجهي ابتسامةٍ كاذبةٍ كي لا أشاركهم حزني وآلامي المكبوتة بداخلي.., نظرت إلى مكان جلوسها, تذكرتها.. ملامح خجلها, روح ابتسامتها, مشاعر صوتها, رسمات عينيها, أخفيت عنهم حقيقة مشاعري, ودعتهم راجعا لذلك التل, جلست هناك مقبلا على الشمس..

نسمات الريح تراقبني من بعيد, مرت الدقائق والساعات,وكانت تطول كالدهر العسير, كنت أنتظر يومي أن ينقضي.. أكملت يومي مع السهر, لم يذق جفني النوم, انتظرت وعيناي على ساعة الحائط, أطفأت صيحات الديك النار الملتهبة في قلبي, أطفأت نار شوقي وحبي لمحبوبتي, المحبوبة التي أغرقتني في بحر هواها, توضــأت وخرجت للمسجد صليت ورجعت دون أن أودع أصدقائي, تغيرت نظرة أصدقائي لي, صرت وحيدا لا أحب أن أختلط مع أحد, رجعت من المسجد متجها إلى ملاذي, تركت قلمي ومذكرتي ونسيت أن أبدل ملابسي, جلست على ذلك التل أنتظر لحظــة الشروق, لحظة اللقاء, لحظة المشاعر, لحظة الدفء والحنان, لحظة لن أنساها طول عمري.. انشقت السماء, وتلاشى ستار الظلام الذي كان نائما ومادا يديه على البحر, ظهرت من تحت ذراعه أشعة النجم المضيء, رمى وشاحه الأبيض الصافي على أرض قريتي وسماها, مشيت باتجاه الشاطئ, تبللت قدماي برمال الشاطئ المشبعة بماء البحر, أسرعت في خطاي وعيناي تنظران من بعيد إلى مكان لقيانا, أصدقائي ينظرون إلي وأعينهم تبوح بخفايا أحزانهم, كان المكان هادئا لا أسمع سوى صوت أنفاسي مع دقات قلبي المتسارعة, رأيت أصدقائي يهمسون وكأنهم يعلمون كل شيء قبل حدوثه ولكنهم يخافون من بوحه, لم أدري أنهم وراء كل ما حدث, وصلت إلى مكانها لم أرى سوى بقايا آثارها التي أزالتها نسمات الريح بيديها..

محت الرياح آثارها على التراب لكنها لم تمحي الأثر الذي نقش على قلبي.. انتظرتها وطال الانتظار, كنت جالسا هناك في نفس المكان أنظر إلى الساعة وأتخيل الزمن واقف لا يتحرك, أخذت بيدي حفنة تراب وضممتها إلى صدري, أغمضت عيناي وتخيلت صورتها وهي واقفـة أمام الشاطئ, كانت تناديني وأنا أتبعها وهي تدخل البحر رويدا رويداً فيه, كنت أتبعها وأصيح باسمها..( ـ ـ ), ( ـ ـ ).. تنزل دموعي وتختفي هي تحت مياه البحر الغادرة..



▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس