عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18-11-2011, 12:25 AM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


انقطعت أنفاسي وغشت عيناي سوادُ قاتمٌ, فتحت عيناي ورأيت التراب قد نثرته الرياح وتطايرت في لهواء وتلاشت بعد أن كانت متماسكـة في يدي.. انتظرت بعدهــــا وانتظرت كثيرا حتى كــلَ الأمل فيني.. هكذا كانت حالتي كل يوم .. آتي لنفس المكان أنتظر محبوبتي لتأتي إلى هناك حيث كنا قد تعارفنا.. مرت الأيام وتتابعت الشهور, شهر بعد شهر... حضر أصدقائي إلي وأقنعة الحزن تغطي ملامح وجوههم, رأوا ما أصاب حالي من الحزن والكآبـة, قتلني الأرق والدمع قد رسم مجراه على أسيل خدي, والمرض قد نشل من جسمي ما نشل, وزاد نحولي نحولا, جلسوا حولي وكأنه قد مات لي شخص عزيز.. قالت لي نسائم الريح " هل سامحتنا على ما مضى ؟ ".. قلت لهم "على ماذا أسامحكم ؟ ".. قالت أمواج البحر " أنا سأقول له", قفزت رمال الشاطئ وقالت.." بل أنا من سيحكي له قصة ( ـ ـ ) ", صاحت حينها سلطعونتين وبضع قطع المحار " ما رأيكم لو أن كل واحد منا يقص جزءا من القصة ؟؟ ", وافقـوا على هذا الاقتراح.. فبدأت نسائم الريح وقالت لي وعيناي في عينيها ووجهي يبث ملامحه الباهتة الحزينة.. " نحن من صنع ما حدث لك مع ( ـ ـ ), كانت تأتي كل يوم لتجلس بجانب البحر تجلس منتظرة ضياء الشمس الباهر, تجلس ساعة من الزمان تروي لنفسها ولأفكارها ولكل خيالاتها الكامنة عن الجروح والآلام التي مزقت فرحة أحلامها وأحاسيسها الرهيفة, تضع رأسها بين ركبتيها لوهلة, ترفع رأسها وعيناها قد غرقتا في بحر من الدموع, والحزن قد رمى بعباءتـه السـوداء على جسدهـا الحنون, بعدهــا تذهب تاركة خلفها في نفس المكان زهرة ذابلة, لم ندري ما كانت تقصده بتلك الزهرة الذابلة !! ، كنت أستمع إليهم وأنا مطرق برأسي ودموع عيناي قد جرى منها ما جرى وسالت على التراب بدفء, دفئ أحست به رمال الشاطئ.. تحزن معي وتومئ برأسها لنسائم الريح بأن تصمت, وتقول همسا للريح أني عرفت معنى تلك الزهرة الذابلة..

رفعت رأسي ونهضت تاركا الحيرة تقتل أفكارهم وأسئلتهم حول تلك الزهرة, جلست على ذلك التل وقد أحضرت مذكرتي
" دفتر الذكريات " , فتحت على آخر صفحة على آخر حرف من كلمات قصصي تركت الصفحات التي تلت تلك الصفحة حتى نهاية آخر ورقة تاركا ورائها فراغا من الأحاسيس المخفية, كتبت عبارة يستحق كل شخص قبل أن يرمي نفسه في بحر العشق أن يغرسها في قلبه ويجعل جذورها في أعماق أحاسيسه وأفكاره.. " العين ترى كثيرا والقلب يحب شخص واحد.. مهما في حياتنا رأينا الكثير يظل الحبيب واحد ".. عرفت حينها أني لن أراها من جديد بعد الزهرة الذابلة, حفرت بكلتا يداي حفرة تحت عمود مغروس على ذلك التل ودفنت " دفتر الذكريات " هناك تحت الرمال, كي لا يعرف أحد قصتي الحزينة مع وردتي الجميلة.. تاركا سري الدفين مع أصدقائي الأوفياء... " .




بقلم : اسماعيل البلوشــي


...
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...
رد مع اقتباس