[إبراهيم الرواحي]

أطرح عليكم هذا المقال للكاتب الأردني ( كوليت أبو حسين )
وأنتظر آراءكم حول ما كتب..
أظن انها نقاط تستحق النقاش
تفضلوا



ماذا يَحدث حين تُدخِل الفضائيات الخليجية الشّعر في لعبة التّـرفيه والتّسلية؟ حتماً لن تكون النّتيجة لصالح الشّـعر، وَحتماً ستظهر "مواهب" متأخرة شعـرياً قد تُحـرز قدراً من الشعبوية كحالة الفلسطيني الشّاب تميـم البرغـوثي، خرّيج برنامج أمير الشعراء، الذي أقام أمسية في دارة الفنون بعمّان مؤخراً، وحضرها حشد كبير من الجمهور.

لم يكُن الشعر موضوع الحضور ولكنّها سطوة فضائيات "أبو ظبي" (صاحبة برنامج "أمير الشعراء") و"الجزيرة" (التي يُمارس صحفيوها النقـد الشعـري لمصلحة البرغوثي) وجمهور يُرادُ له أن يَظـن أن هذا هو الشعر العربي الآن!



تميم البرغوثي (مواليد 1977) نموذج الشاعر/ الزّجال الذي يُتقن مداعبة جمهور باحث عن الخطابة وشحن المعنويات في كلامٍ منظوم مموسق يقترب من الحكي و"يلعب" على وتر المقاومة الحساس عند جمهور القضيّة؛ فأين الشعر في "صباح الخير يا غزّة/صباح النّصر والعزة"؟؟


أو النّظم التقليدي في قصائد كالتّي قرأها بعنوان "بيان عسكري" و"في القدس"..؟؟ أو حتى ذلك الزجل بالعامية الفلسطينية: "طمنو ستي ام عطا بأنه القضية من زمان المندوب وهي زي ما هيّه لسا بنفاصل عليها زي مابتفاصلي مع الغجرية بس اطّمني وصلنا معاهم لستة وسته ونص بالمية". التي سرعان ما يقفز منها إلى العامية المصرية؛ التي تُسعفه أكثر من الفصحى والعامية الفلسطينية فيما يبدو: "في العالم العربي تعيش كما قط ساكن تحت عربية عينيه ماتشوفش م الدنيا إلا الجزم" !!

حماسيات زجلية لا علاقة لها بالتطورات التي وصلتها القصيدة الفلسطينية والعربية عند الشعراء الشباب.

في مقابل ظاهرة الجماهيرية بلا شعر، تزامنت أمسية البرغوثي مع ختام "ملتقى الشعر العربي الحديث"( الذي يُنظّمه مهرجان الأردن الأول) الذي مرّ بلا جماهير وربما بلا شعر أيضاً والذي لم يحضره في الواقع سوى الشعراء المشاركين فيه وبعض الصحافيين، في ٍ حين امتنع بعض الشعراء الأردنيين عن حضور فعالياته اعتراضاً على ما وصفوه بـ"التنظيم الرديء" والدّعوات التي تتكرر لنفس الأسماء الأردنية والعربية كل مهرجان رغم تواضع تجاربهم الشعرية.