عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21-08-2015, 10:37 PM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

ثلاث حمائم إذن ،
الطفل العربي (الذي ربما كان محمد الدرة، لو أمهله القاتل ) الذي كان سيكبر معافى، ويدرس في معهد واحد مع ابنة القاتل اليهودية، ليقعا معا قي شباك الغرام، ويتزوجا وينجبا الحمامة الثالثة*!

يا له من حلم .

أهكذا إذن تحل مشكلة الاحتلال؟ أهكذا يتحقق السلام المنتظر؟

*** ثم هل نجح درويش في إقناع القاتل الآخر على – حد تعبيره – بجدوى المنطق السلمي* ، المنطق الذي حطمه اليسار الإسرائيلي في عهد باراك قبل أن يحسم الطلاق فيه إجماع الشعب الإسرائيلي في اختيار شارون من أقصى اليمين المتطرف.

ولعل القارئ يحتاج- هنا- إلى شيء من التقريب الاقناعي في أدلة ملموسة من خلال قراءة النقاد الإسرائيليين أنفسهم من معسكر اليسار الذي يخاطبه درويش

تقول السيدة " ملاميد" - وهي ناقدة يسارية- في تعليقها على ديوان درويش " حالة حصار":

" بالنسبة لي، كإسرائيلية تقرأ العبرية، فإن "جسد اللازورد" هو كذبة. الجسد الصحيح هو جسد الباص المهروس. الدم ليس دم الشهيد وحده، بل ودم ضحاياه. الشهيد هو قاتل."

ثم تضيف الكاتبة : "لا يمكن في هذه الأيام أن تكون إسرائيليًا وأن تبدي في نفس الوقت تعاطفًا متنورًا مع الشهيد. لا يمكن قراءة قصيدة كهذه، تتحدث من فم قاتل محتمل لا يطلب منّا إلا التعاطف والشفقة، لا يطلب إلا أن نفهم إلى أية درجة من السوء وصلت حياته، لدرجة أنه عافها؛ لا يمكن ذلك لأن هذا كذب. الشهيد لم يعُفْ حياته، بل عافَ حياتنا.. هو قاتل، والشعراء الذين يبدون التفهم العميق تجاه القتلة لن يسكنوا في رف كتبي. لا أملك ما يكفي من التنوّر لكي أقرأهم. ليس الآن، وليس فيما بعد، حين تأتي الأيام التي يحلم بها ."

ملاميد، وهي يسارية إسرائيلية "وضد الاحتلال"- كما تزعم- ، ترفض إشادة محمود درويش بالشهداء الفلسطينيين الذين اختارهم في سمتهم الطروادي ، *وطريقة شرحه وتبريره للأسباب التي جعلتهم يموتون .

تقول ملاميد أيضا :"أنها لا ترى في الشهيد الذي يتحدث عنه محمود درويش سوى قاتل وسفاح يفجر الباص ويهرسه ويدمره على نفسه وعلى الآخرين وتؤكد على أن الشهيد قاتل وترفض فكرة الخوض في مشروعية عمله أو الأسباب التي تدفعه لكي يقتل نفسه ويأخذ معه إلى العالم الآخر أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، هي بصراحة غير مستعدة حتى لمناقشة الفكرة أو الدخول في عالم الفلسطيني المحروم من الحياة"

إذا ، فان فرضية التأثير على الرأي العام الإسرائيلي *وطرح المنطق الاعتدالي في تقديم رؤية اعتدالية "حضارية" لا تثير القلق في أوساط المجتمعات الغربية أو المجتمع الصهيوني العنصري لن تجد لها صدى أمام هذا الرفض من كافة أوساط المجتمع الصهيوني؛ فإذا كان هذا هو أمر اليسار في رفض مبدأ التأسي على الطفولة المسحوقة تحت جنزير الدبابة ، فكيف سيكون رأي الغطرسة اليمينية الغاشمة !!؟؟

ولعلي أتساءل -هنا- : إذا لمن يقدم درويش هذه الصورة التي لا تتفق وتوجهات جمهوره ، ولا تستقيم مع التصور الإسلامي والعربي لقداسة الشهيد في عالم الملكوت العلوي؟!
وهنا تتجلى وجهة النظر التي اطرحها من خلال هذا البحث ، صورة الشهيد وأثرها في تشكيل الهوية السياسية لدى شعراء الانتفاضة الفلسطينية

وقد اخلص هنا إلى هذه المقاربة التصويرية في استخلاص رؤية موضوعية لطبيعة التشكيل السياسي: فأقول : الاستشهادي ... صورة مرعبة وفاتنة في آن واحد ، مرعبة في صدور عشاق الليل ، فاتنة في قلوب الظامئين لوجه الصباح ، هذه الصورة تتنقل بين معانيها في قصائد الشعراء ، ما بين مشكك ومبشر ؛ مشكك في حقيقة هذا الاستعلاء البطولي ومحاولة توصيف الحالة الاجتماعية الشعورية المحتفية بعبق الشهادة على أنها حالة فجر كاذب وزعم واهم ، و هي لدى شعراء التيار الإسلامي صورة مشرقة من صور المد الجهادي البطولي.

التعديل الأخير تم بواسطة غدير طه ; 21-08-2015 الساعة 10:47 PM
رد مع اقتباس