[عبد الله الشعيبي]

أبو سامي ( سالم الوشاحي ) ..

يحمل بعض النقّاد على القصائد ذات المذهب (التوجّه) الشعبي .. الذي يميل إلى توثيق اللفظ القديم ..
ولكن ..
إذا كان النص خاليا من بيئة كاتبه .. أو غير أمين على الذاكرة اللفظيّة التي شكّلت مساحات واسعة من ذاكرة العقل الباطن لدى الفرد والمجموع على حدّ سواء .. هذا من ناحية .. والمخيّلة النقيّة للبيئة المَأتِيّ منها من ناحية أخرى .. فإن النص يمكن أن يكون جميلا .. إلا أنه لن يكون ابن بيئته .. كأن تصبح هناك استعارات ذاكريّة من خلال اللفظ لمكان آخر بينما الشاعر ذاته ينتمي لمكان ذاكريّ آخر .. وإذا ابتهجت القصيدة بلزومها الذاكريّ وتجذّرها المخياليّ بمكان محدّد .. فإن دورها في نبش دلالات وخيارات التأويل في القاموس الذي تقدّمه للقارىء .. يصبح أكثر دهشة ..

نصّك(قصيدتك) ينتميان جملة وتفصيلا إلى مكانك .. حيث البداوة .. بكلّ محمولات ألفاظه ومعانيه وصوره ومخيّلته .. وللعلم .. فإن جمال الشعر البدويّ لا يكمن في تعقيده .. بل في بساطته .. وهذا له علاقة وطيدة بسوسيولوجيا ( معرفة وثقافة ) المكان .. وخاصّة أنه يميل إلى هدوئه وانفتاحه واتساعه .. على عكس المدينة التي تشبّثت بالتعقيد بكلّ تفاصيلها .. بما فيها القصائد التي تنتمي إليها ..

نص جميل .. سحره يكمن في بساطته ..

لك مودّتي