الموضوع: العيد قبل عقود
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15-09-2016, 09:13 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي العيد قبل عقود 2




العيد قبل عقود 2


الأطفال عادة لا يحدثون الكثير من الفوضى إنّما يفعل ذلك الصبيان

أي الذين تجاوزوا العاشرة من العمر فهؤلاء قد اكتسبوا الكثير من القدرات العقلية

والجسديّة تمكّنهم من افتعال المشاكل، ففي اليوم الثاني بعد يوم النحر ينطلق الفريق

بقيادة صبي حقير، والفريق مكون عادة من أربعة أفراد لا يزيدون فإذا كان عددهم كبير

لن يسمح لهم معظم الناس بدخول بيوتهم احترازا مما قد يحدثون من شغب وصخب

وربما سمح لهم بالدخول على دفعات للتمكّن من السيطرة والتحكّم.

طبعا لا يجرؤ الصبية الأنذال إلاّ على العجائز من النساء والرجال وكثيرا ما يتبادلون المعلومات

بخصوص اسرار البيوت المستهدفة وطبيعة اهل الدار وحجم العيد ومحتويات المائدة

وعلى ضوء هذه المعلومات يحدّدون الوجهات والأولويات وطبعا الهدف السامي

هو ملء البطون والجيوب، الأولى بالمع شِن والثاني بالبيس

وحقيقة لازلت أشعر أحيانا من الندم على مواقف نذالة شاركت فيها

وبخاصة ما ضيّقت فيها على أجدادي لأمّي بتكرار المعايدة واستحلاب العانات والشلنجات

بطريقة غير شرعية.

ومن الحنكة أن يعيّد الواحد على جده حينما يمتلئ مجلسه بالزوار من العايدين الكبار

حينها يتلقى العيدية من مصادر متعدّدة.

أمّا العتاب والتقريع فتتم بعد المغرب من قبل الوالدة رحمها الله ولكن نادرا ما يحصل لي

وذلك بسبب القدرة على المراوغة، ولا أقصد الكذب فهو أكبر الكبائر في نظر أمي وعقوبته

مغلّظة، فمن المستحيل أن نكذب عليها أنا او احد من إخوتي لكن هناك طرق كثيرة على الأقلّ

تخفف من سورة غضبها، فمثلا أعمل خدمة لأحد من الأرحام، أو أدخل بهدوء من حيث لا تراني

ثم أسرع وأفتح المصحف وأقرأ، أمّا إذا صليت المغرب في المسجد فقطعا لن تعاتبني إلا عتابا

رقيقا أتمنى أن لا ينقطع، فهي رحمها الله تبدأ بذكر ما لدي من محامد تنسيني نفسي من فرط

الفخر والسرر وهي رحمها الله تدرك ذلك تمام، ثمّ تبدأ بذكر المآخذ بدون تهديد

وهذا يخجلني إلى درجة تمنّي الضرب بدل العتاب.

وأذكر حادثة لؤم لم اكن طرفا فيها وإنما كنت شاهد عيان، فقبل دخولنا احد المنازل

نبهنا كبيرنا إلى أن صاحبة البيت امرأة شكّاكة يعني مهتمّة بالطهارة وما شابه بشكل مبالغ فيه

وحذّرنا من الاقتراب من إبريق تستخدمه المرأة كميضأة وبعد أن عيّدنا وخرج معظمنا سمعنا

المرأة تصيح:

أم بيرا يعِرك آذ مرق تمرق عِنك

والترجمة الظفارية هي:

الله يعرُّك يا وليد، خرج خرجت عينك

وفعلا خرج كبيرنا ضاحكا، وعندما سألناه عن الأمر ذكر أن عيد القوم لم يكن لائقا

وأحبّ أن يغيظ المرأة فغمس يده في الميضأة.

ومن الطف المواقف أننا توجّهنا ليلا إلى منزلٍ بعيد كثير عن حافتنا، وكان الهدف شراء

نعنع بالبيس التي ربحنا وعندما قرعنا الباب قالت المرأة التاجرة: مُن آله؟

فقال كبيرنا وكان قد قارب على الاحتلام وبصوت منكر: عِدْ أم بارك

فصرخت المرأة مذعورة: أي بي بيك

فضحكنا وتراجعنا وقد صار الكبير مثل الشن البالي من الخجل.

يتبع إن شاء الله


1 ـ كفاك الله يا فتى أخرج مذموما
2 ـ من هناك؟
3 ـ عيدٌ مبارك
4 ـ يا ويلي
5 ـ قطعة جلد بالية


رد مع اقتباس