[غالب الحبسي]

ويش مشكلتك 7


يناديه والده
يثور عليه ويغضب
يناديه لمجرد أن يحادثه
قادم من هناك ثائر معصب
ماذا هناك
ألا تراني مع رفاقي ألعب
يا أيها الهرم الكبير
عانيت منك الكثير
كل مرة تناديني وتناديني
هكذا منك اغضب
من أنت
تعبت منك يا أيها المحدب
تنعتني بالمحدب
هذا وأنا أبوك
وماذا يعني يا أيها الأب المقرب
أن اظل خادمك وعابدك
وتحت قدميك
من طلوع الشمس حتى المغرب
أم تريدني أن انظفك واحملك
وادللك واتي لك بالمأكل والمشرب
لا يا ولدي لا اريدك هكذا
لا اريد .. انت هكذا ترهق نفسك وتتعب
إذهب لوالدتك تناديك ألا تسمعها
اذهب لها وكلمها
ربما تريد ان تساعدها
ولو تكرمت أن قدرت
إقضي لها مطالبها
ونفذ لها حوائجها
متى يرحلون من الدنيا
هذين الوالدين .. متى يا رب
اجهش بالبكاء
وإذا بصاحبه جاء
رآه على حالته وأستغرب
يراه يبكي في استحياء
يخفي دمعته وتكشفه الآه
يتنهد كثيرا يتنهد
يلف وجه عنه يحاول أن يهرب
ما مشكلتك صديقي
أخبرني يا رفيقي
أنت بهذا بالبكاء تتعب
لا تزيد لوعاتك قلبك مريض يتعب
دعني اموت من الدنيا
دعني للموت أذهب
كرهت وجودي هنا
ليتني ما كنت هنا
لم اعد ارى نفسي شيئا
ما عدت اراها إلا نفس متعبة تتعذب
لقد اتعبني هذا الولد العاق
لا اعرف لماذا هو هكذا
رغم إننا لم نبخل عليه بالانفاق
علمناه ما يتمنى
أتظن أن من جعله هكذا الرفاق
ضيعوه واصبح لنا عاق
يا سيدي
وهل كل شيء بالدينا منبوذ
يتحمله فقط الرفاق!!
لحظة تفكير عميقة بعيدة الافاق
تذكر نفسه
رأى فجأة ابوه وامه
اذرفت فجأة دمعة من عينه
ما بالك ..
والحسرة تلسعه تاكله
تذكرت نفسي منذ سنين
كنت مثله عاق الوالدين
تذكرت أني ما عرفت قيمة والداي العزيزين
وأنا صغير كنت لها عاق
كنت كثير الغضب عليهما
والصراخ بوجههما
وكثيرا سببت لهما من المتاعب
وجلبت لهما الهموم والمصائب
والمرض فتك بهما بعدما اتعبهما التفكير والارهاق
كانا يحباني حبا وكنت للحب ناكر
فتى غبي حاقد جائر
اين هما الان..أحتوتهم المقابر
والان أنا مع ولدي أكبر خاسر
فعلت ما فعلت
وكما تفعل تجازا أيها الرجل الصابر
نعم
اعترف بهذا يا صديقي الدائم الحاضر
من كان عاق لوالديه غضب الله عليه
وخسر كل ما لديه
وكان هو النادم الخاسر!!

( حرف )
أن تعمل الخير تجنيه
والخير أوله لمن احترم والديه !!
... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net