عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-10-2009, 03:07 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي محاورة في صفة النساء وأحوالهن (2)

قال : قد حدثتنا عن الأنف ، فأود أن تصف لي النِّساء من قِبَل الشَّفتين .قلت : الشَّفتان كالباب الذي يقفل الفم ، فيغلقه بمنظرٍ جميلٍ يزين الوجه ، ناهيك عن كونه متعدِّد الوظائف ... قال: لا داعي لذكر هذه الوظائف ، غير أنني وددت أن أعرف صفات المرأة من قِبَلِه . قلت : لا بأس ، اللون المحمود عند العرب من الشفاه هو السَّواد ، ولذلك كانت النِّسوة تتخذ السِّواك ، لأنه يعطي ذلك اللَّون ، وسميت المرأة بصفته ،فمن ذلك ( الحَـوَّاء ) و ( الحَمَّاء ) و ( الظَّمْيَاء ) و( اللَّمْيَاء ) فّإذا كانت شديدة سواد الشَّفة فهي ( اللَّعساء ) فإذا كانت بيضاءَ الشَّفتين فهي
( اللَّطْعَاء ) ويطلق هذا اللَّقب أيضاً على العجوز التي تحاتَّت أسنانُها ، وعلى المهزولة القليلة اللَّحم ، وإذا كانت غليظة الشَّفتين فهي ( العَكْبَاء ) فإذا كانت يابسة الشَّفة فهي ( الذَّبْلاء ) فإذا كانت شفتها العليا مشقوقةً فهي ( العَلْمَاء ) . قال : أظن أن العَلْمَاء هذه من سمات البعير . قلت : هذا صحيح ، فإن البعير الأعلم هو المشقوق الشَّفة العليا ، وقد سُمِّي بعض العرب بالأعلم ، فإذا كانت برّاقة الثَّغْر فهي ( البَرّاقة ) فإذا كانت طيبة الفم فهي ( الرَّشُوف ) .
قال : أما وقد ذكرت الفم والشِّفاه فاذكر لنا الأسنانَ ، وما يُستحسن منها وما يُستقبح ، قلت : نعم ، فاسمع مني ما أقول ، الأسنان لها منظر خلاَّب يزين الوجه إذا كانت بيضاءَ ناصعةً ، مرصوفةً بطريقةٍ مدهشةٍ إضافةً إلى وظائفها الجمَّة ، وعلى أية حال فالتي تباعدَ ما بين ثنيتيها فهي ( الفَلْجَاء ) و ( الفَرْقَاء ) فإذا طالت ثنايا أسنانها العليا فهي ( الرَّوْقَاء ) فإذا عظُم فمها واتسع وطالت أسنانُها كلُّها فهي ( الفَوْهَاء ) فإذا خرج حنكها الأسفل ، وخرجت معه أسنانها السُّفلى فهي ( الكَسَّاء ) فإذا كانت سنُّها معوجةً على هيأة الضِّلع فهي( الضَّلْعَاء ) فإذا دخلت ثنايا أسنانها في فمها والتوت ، واختلفت بين طولٍ وقصرٍ ودخولٍ وخروجٍ فهي ( الشَّغْوَاء ) و ( الشَّغْيَاء ) أما صفة النِّساء من جهة انكسار السِّن فالتي انكسرت سنُّها عَرْضا فهي ( القَصْفَاء ) فإذا انكسرت سنُّها من أصلها فهي
( القَصْمَاء ) فإذا كُسِر مُقدَّمُ أسنانها فهي ( الهَتْمَاء ) و ( الثَّرْمَاء ) فإذا سقطت أسنانها كلُّها فهي ( الدَّرْدَاء ) فإذا قصرت أسنانها وأقبلت على باطن فمها ، فهي ( اليَلاَّء ) وقيل : بل هي التي تفلَّلت أسنانها ، فإذا كان في أسنانها بردٌ وماءٌ ورقةٌ وعذوبةٌ فهي ( الشَّنْبَاء ) من الشَّنَب ،أما الشديدة بياض الأسنان فهي
( الغَرَّاء ) فإذا اتسعت أسنانها واستوت وابيضَّت وكثر ماؤها فهي ( الرَّتِلَة ) فإذا نبتت لها سن تحت سن أخرى فهي ( الثَّعْلاء ) فإذا اسودَّت أسنانها فهي
( الذَّهْرَاء ) فإذا غطَّى أسنانها القلح ، وهو طبقة صفراء تعلوها فهي ( القَلْحَاء ) و ( القَلحة ) وإذا كانت حمراء لثَّة الأسنان مع ورم فيها فهي ( البَثْعَاء )و ( البَتِعَة ) .
قال : فما تعرف عن الأذنين ؟ قلت : شيئاً يسيراً ، قال : هات ما عندك ، قلت : ( السَّكَّاء ) التي أذنها صغيرةٌ لاصقةٌ ، فإذا كانت الأذنان طويلتين فهي
( الأذْنَاء ) فإذا انتصبت إحدى أذنيها ومالت الأخرى فهي ( الخَيْصَاء ) ويُطلق اللقبُ ذاته على المرأة التي تبدو إحدى عينيها أعظم من الأخرى ، فإذا عظمت الأذنان ، وأقبلتا على الوجه ، وتباعدتا من رأسها فهي ( القَنْفَاء ) فإذا كانت مشقوقة الأذن فهي ( الخَرْبَاء ) فإذا كانت لا تسمع فهي ( الصَّمَّاء ) .
قال رفيقي : حدثنا عن الخدَّين والوجه ، فهما يكملان جمال الوجه ورونقه . قلت : نعم ، العرب تحمد الخد الأسجح السَّهل الذي فيه طول ، وقد تجد أحيانا في الخدين دخولاً كالهزمتين فيهما ، وبخاصة عند الضَّحك ، فهلاَّ سألت عن هذه الصِّفة ،قال : صدقت ، لقد لاحظت ذلك مراراً،فما يسمي العرب ذلك ؟
قلت مبتسماً : يسمونها ( العَوْسَاء ) فإذا كانت المرأة جميلة الوجه سهلة الخدين حسنة الوجنتين فهي ( المُكَلْثَمَة ) ويقال للغليظة الوجه ( الكَلْثَم ) فإذا كان في وجهها نمش ( نقط بيض وسود تخالف لون الوجه ) فهي ( النَّمْشَاء ) فإذا كانت تقشر عن وجهها بالدَّواء ليصفوَ لونها فهي ( القاشِرَة )أما إذا كانت قبيحة الوجه فهي ( الخَسَّاء ) و ( المُسْتَخِسَّة ) فإذا كانت جبهتها عريضةً حسنةً فهي
( الجَبْهَاء ) وإذا كانت عظيمة الرَّأس فهي ( الكَبْسَاء ) فإذا كانت صغيرة الرَّأس دقيقة العنق فهي ( الصَّعْلَة ) و ( الصَّعْلاء ) .
قال : لقد كدنا ننسى الشَّعْر ، وهو من المرأة بمكان ، فحدثنا عنه ما استطعت قلت :خذ عني ما أقول الفارِعَة ) و ( الفَرْعَاء ) ذات الشعر الكثير التَّام ، وفرع المرأة هو شعرها ، و ( الفَيْنَانَة ) الطَّويلة الشَّعر ،فإذا كانت المرأة كثيرة الشَّعر في رأسها وجسمها فهي ( الشَّعْرَاء ) فإذا كانت ذات شعر كثير في ذراعيها وساقيها فهي ( الزَّبَّاء ) فإذا كانت رقيقة الشَّعر حتى تراه كالزَّغب فهي ( النَّمْصَاء ) وتنمَّصت المرأة إذا أخذتْ شعر جبينها لتنتفه ، فإذا كان للمرأة جمةٌ فهي
( المُجَمَّمَة ) فإذا انحسر الشَّعر عن جبهتها فهي ( الجَلْوَاء ) فإذا كانت كثيرة أصول الشَّعر قصيرته فهي ( الكَّثَّاء ) فإذا انتشر شعر رأسها وتفرَّق حتَّى كأنَّه الشَّوك فهي ( الشَّوْعَاء ) فإذا تجعَّد شعرها فهي ( الجَعْدَة ) فإذا كان شعرها لا يطول من شدَّة جعودته فهي ( القَطَط ) فإذا اشتدت هذه الجعودة حتَّى صار شعرها كشعر الزِّنج فهي ( القَلْعَطَة ) فإذا كان شعر المرأة أحمر وأصوله سوداء وعند دهنه يخيل إليك أنَّه أسود فهي ( الصَّهْبَاء ) أما إذا شابت المرأة وخالط البياضُ سوادَ رأسها فلا يقال لها شيباء وإنما يقال لها ( شَمْطَاء ) وإذا ذهب شعر رأسها وغيره فهي ( المَعْرَاء ) فإذا ذهب شعر رأسها ، وذهب أحسنه وأطوله فهي ( الزَّعْرَاء ) و ( الزَّعِرَة ) كذلك ، أما إذا ذهب شعرها كلُّه عن رأسها بحلقٍ أو مرضٍ فهي
( الحَصَّاء ) وإذا وصلت المرأة شعرها بشعر غيرها ليطول فهي ( الواصِلَة ) فإذا كانت تحسنُ مشطَ الشَّعر وحرفتها مَشْطُه فهي ( الماشِطَة ) وتسمى حرفتها بالمِشَاطة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وللموضوع بقية
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس