سأهجر هنداً واليمامة من غدي...
لأطلب عزا أصبح اليوم مقصدي.
وأرنو إلى الغايات دون توقف...
لأسهر ليلا مع ترانيم ساجد.
أنا الجبل الضرغام لست بساكن...
إذا انتفضت أوزار جور لمعتدي.
توارت حروف الشعر تحت عمامتي...
وذلت بروق النثر تحت مهندي.
تعلمت نسج البيت منذ طفولتي ...
وصارعت بحر الشعر دون تردد.
مكر مفر مقبل مدبر معا...
كزخات تبر حطها السيل في يدي.
فجمعتها شعرا توقد زاهرا...
وأرسلتها مدحا إلى كل سيد.
وإني أتيت الشعر يوم احتضاره...
(بعوجاء مرقال تروح وتغتدي).
قصيدة مدح لم ير الناس مثلها...
يشار إليها بالبنان المفند.
فطارت تحث السير فوق سبيلها...
وضاءت كومض البرق بعد تولد.
وحطت بفلك النور كل رحالها...
وألقت مديح الشعر بعد تمرد.
شرفت بمدح للمعلم خالص...
رفيع كريم الهام والصدر واليد.
يكلله العلم الشريف عمامة...
عليها جلال النور والنور سرمدي.
معلمنا لولاك ضاعت على الورى...
منابر توفيق بشمسك تهتدي.
وأفلست الأذهان فكرا و أذعنت...
عقول بني الدنيا لجهل معربد.
تعلمت منك الصدق والعفو والوفا...
ورحمة مسكين ونجدة ماجد.
ألا أيها الربان حسبك رفعة...
بأنك من وحي النبوة تهتدي.
وتغرف من حوض الرسالة غرفة...
بها يستريح الكون بعد التشرد.
رعا الله عهدا كنت أنت سنامه...
تحوم على الصرح العظيم الممرد.
كأنك نسر والجهالة حية...
سعت بإفتقار صوب حتف مؤكد.
تبعثر في وجه المجرة عسجدا...
يحار له عقل الرشيد المسدد.
بعزمك بانت للأنام حقيقة...
وبانت بذات العزم أحقاد حاسد.
سرى بقفار القلب عطفك فارتوت...
قفاري وغاص الجدب بعد التسيد.
وعفوا عذيري فالقصيد أناخني...
على عتبة الإخفاق بعد التمرد.
وإن كان مدحي قد تراخت حباله...
وغارت بحور الفكر فيه بلا غد.
فإني نذرت اليوم والله شاهد...
دعاء المحب العابد المتجرد.
ألهي أنر درب المعلم بالتقى...
وأدخله ربي في النعيم المخلد.
صمـــــــــــــــــــــ السكــــــون ت