[دمعة حزن]

إلى قلمي الذي يكتبني..ويحرّك مشاعري فيلهمني..

الذي يحرّر نفسي من سعادتها وحزنها..

إلى قلمي الذي يسطّر معالم فرحي ولم ينثر يوماً ملامح ألمي..

ها أنا أتيتك ياقلمي مستنجده برصاص حروفك..أتيتك متعبه من الحزن بداخلي..

لكي أهدم سور حزني العظيم..وتنفجر براكين حزني الأليم..

اسمح لي سوف أضايق حبرك الوفيّ..سوف أظهر حزني الخفيّ..

سوف أعانق ألامي المندثره..وأعلن حروفي المحزنه..وأحطّم شموخي وكبرياء نفسي..

بكل غرور سوف تنحدر دمعتي على من فقدتهم بالأمس..ادمعي يامقلتي ولا تبخلي بقطرات الندى على وردة وجنتي..

ادمعي ياعيناي ولاتبخلي بالحزن والأسى..فمثلهم بحبهم وحنانهم لن ألتقي..

فهم جديرون أن تبكي عليهم وتنوحي وتدمعي..ادمعي ياعيناي واهدمي سور صمتي..
كنت طفله أرتمي بأحضانهم..كنت مدللّه بينهم ومحبوبه..

واليوم اندثرت سيرتهم تحت الثرى..ذهبوا وتركوني طفله صغيره على الفراق وألم رحيلهم عند الموت..


هدوء....

سكون.....

لاضجيج يزعج بسمتي....

سوى دمعي الذي سقط بكل هدوء...

لكل دمعه بدايه..ولكل بسمه نهايه..وهاأنا أخطّ نهاية سعادتي..

وابدأ بسرد مواويل آهاتي..تعبت من الرحيل خلف شمس بسمتي..

تعبت من كتم آهاتي ومداراة جيوش حزني..تعبت من كل شيئ حولي.
.
حتـــى أنــا تعبت منــي أنــا...

لم تعد لي أفراح تستحق السعاده..لم تعد لي أحضان تستحق المعانقه..

وها أنا أنطوي مع أحزان قلبي..وأُفرِغ في فؤاد أسطُري آهاتي..

وأسكُن في عالي القمم..وارمي قلبي الزجاجي الحزين بالحجاره..

لكي يتهشّم إلى شظايا مبتسمه..

رغم الحــزن والألم إلــى أنني بــسمــه..

لن أدع جيوش الحزن تتمكن من مهجتي..ومن هذه اللحظه سوف أبني جدار قلبي بالذهب..

لكي يتصدّا ويقاوم حزن الأيام المريره..ولا يصدأ مع مرور الزمن الحزين..

ولا تذوب أسواره المنيعه مع حرارة الآه والألم..وأبقى كما عهدتموني..

شامخة وصامده رغم دموعي..متحدّية سحابة الحزن بأمطار عيوني..

بسمة في الحب والسعاده رغم أنف حزني..

أنتظر غدي بفارغ صبري والامل يملؤني..ومعالم التفاؤل تخطّني وترسمني..

اعذرني ياقلمي إن اجهدت رصاصك وحبر حروفك..اعذرني فهذه أول وآخر أحزاني التي أضايقك بها..

ولست أعلم إن كنت سأستمر في بناء سور صمتي؟!أم سيأتي اليوم الذي فيه سينهدم..

اعذروني إن أدمعت عيناكم لحزني..عهد على نفسي أن انتقم من أناملي..

واكسر حروفي..وادفن آلامي..


إن ضايقت كلماتي أحاسيس قلوبكم..اعذروني ليس أمامي سوى هذا البوح الحزين..

ولـــكـــن؟!!؟

أعدكم بأن أبقي شمعة الأمل في دربي مضيئه..ومن خلف آهاتي سوف أرسم البسمه..سوف ألجأ للضحكه..

سوف أخطّ حروفي السعيده..كما عهدتموها من طفله مدلّله ومتفائله..

سوف أدمّر أحزاني دماراً شاملاً..وأنسف آهاتي بقذيفة الحب والسعاده..

وإن انطفأت شمعة أملي فاعلموا حينها أني رحلت..


رحلت لدار البقاء...

رحلت مخلّفة ورائي بقايا بسمة حمراء..

وشفاه ارتسمت بالحب وعانقت بارتفاعها السماء..

نعم لقد أيقنت أن الدموع لا تجدي على من رحلوا وماتوا..ولكن دعائي لهم بأن ألتقيهم في عالي خضر جنانه..

وأتوقف عن البكاء وابدأ بصدق الدعاء