[سالم السعدي]

قراءة عابرة لأبيات الشاعر الشعبي الكبير / عامر الشعيبي ( مطوّع ) ,,
أمّا اللــحم لن ضاع واصطاب ** بنعدّله بملح الوتـــيدي
ولن ضاع الملح ف بركته وذاب ** أطوي حبالي واكفت إيدي

لله درك يا عامر عن هذه الكلمات ورحمك الله بواسع رحمته ..
أولاً نبدأ بمعاني الكلمات :
أصطاب : تعفّن
ملح الوتيدي: الملح الغير مطحون وكان يستخدم لحفظ الأطعمه
بركته : أي بركة الملح
إيدي : اليد

.....
كم هو البعد في المعنى يتجلّى من خلال هذه الأبيات والصورة البصريه التي يمتلكها هذا الشاعر حيث أنّه كرس
توصيله للغاية المنشوده في النصح والإرشاد والموعظة من خلال هذين البيتين فقد جاء ببيتين أستوحاهما من البيئة
العمانية المحلية ولم يخرج عن السياق على الإطلاق ولم يتكلف في صياغته للأبيات واستمدها من الأحداث التي تحدث لدى الجميع بحيث لا يجدون صعوبة في فهمها ونقل لهم الصورة البصريه إلى صورة شعرية ,
ففي البيت الأول يقول :
أمّا اللـــــحم لن ضاع واصطاب ** بنعدّله بمــــلح الوتـــيدي

فهو يصف لنا الحال الذي سيقع بمعنى أن اللحم لو تعفن فالحل موجود لدينا عن طريق الملح وبذا لن تكون هناك أية
معضلة فقد توفر لنا الدواء لهذا الداء والعمق في ذلك في معنى البيت سوف أوضحه لاحقاً ..
,,,,
نأتي للبيت الثاني :
ولن ضاع الملح ف بركته وذاب ** أطوي حبالي واكفت إيدي..
هنا تتجلى روح الجواب والتي يرى مطوع بأنه لا حل سوى هذا الحل حيث يقول عامر بأنه
لا توجد لدي أية طريقة في علاج ضياع الملح سوى إنني أترك الحال على ما هو عليه وأذهب
وما أروعه حين قال أطوي حبالي واكفت إيدي أي لا حول لي ولا قوة وأرى بأن النصح موجه
للراعي أكثر منه للرعيه وما أجمله من تشابه للبيت الذي يقول :
إلى الماء يسعى من يغص بريقه ** فقل اين يسعى من يغص بماء ؟

فالشاعر عامر أراد بهذين البيتين أن يقول بأنه لو صار الخطأ من الرعية فبالإمكان حل ذلك عن طريق الراعي
ولكن لو فسد حال الراعي فمن سيصلح أمره وخذ على ذلك الأب وأبناؤه ...

,,
بقى أن أوضح نقطة أخرى أن الأبيات على وزن ناحية مطوّع والتي أبتدع لحنها هو والتي تقسيمها على النحو التالي :

يا لالي يا لالي ويو لال ** يا لالي يا لالي ويو لال.......

أنتظر أرائكم وهنالك ما هو قادم ..

ودمتم بعافية ...