عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-09-2009, 10:48 PM
الصورة الرمزية هيثم العيسائي
هيثم العيسائي هيثم العيسائي غير متواجد حالياً
مدير تحرير مجلة السلطنة الأدبية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 4,461

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى هيثم العيسائي
افتراضي

تابع


[IMG][/IMG]

جريدة عمان



وحول تاريخ الصفحات الشعرية الشعبية في جريدة عمان يحدثنا الشاعر والمحرر الصحفي مسعود الحمداني المشرف على صفحة الأدب النبطي حاليا : الحديث المحض عن الشعر حديث عن الروح , عن تلك الإطلالة الممعنة في الشفافية ، سبرلأغوار ما وراء النفس البشرية , هذه التي تظل حبيسة المساحات المادية الضيقة والشعر الشعبي هو أكثر ألوان الأدب التصاقا بالمجتمع , وهو الذاكرة الشعبية للناس وكونه ( اللغة ) الأقرب للفهم والتفاهم , يلعب في هذا الأمر العديد من العوامل التي لا يجهلها العالمون , ولا يمكن الحديث عن حركة الشعر الشعبي الحديثة في السلطنة دون المرور بصفحة الشعر النبطي في جريدة عمان فهي التي واكبت مسيرة معظم شعراء الساحة الشباب والذين كتبوا القصيدة الشعبية الحديثة , وهم بالتالي المفصل الأهم في مسيرة هذا الشعر منذ منتصف الثمانينات تقريبا , وكان تطور الشعر الشعبي رديفا للتطور على كافة مستويات الثقافة القومية , ولعب دورا محوريا وهاما في التعريف بالنمط الثقافي الجديد في البلد .. فمن لغة بسيطة وعادية في فترة من الفترات إلى مستوى أكثر نضوجا والتصاقا باللغة الأم , واقترابا من الذائقة المثقفة أو الخاصة أو ما يطلق عليها صفة ( النخبة) .

ولم تكن جريدة ( عمان ) بعيدة عن هذه الرؤية يدفعها لإلى ذلك حرصها الشديد على حفظ هذه الذاكرة , وتغذية الجانب الإبداعي لدى الأجيال المتعاقبة للنهل من تراث وإرث لا ينضبان , وهي من جهة أخرى تسعى للمساهمة بشكل أو بآخر للمحافظة على إحدى قلاع التراث والثقافة الشعبيتين , ناهيك عن رفدها للتوجه الرسمي الساعي للحفاظ على هذا الجانب الهام من الذاكرة الجمعية الشعبية , والتي لأجلها أنشئت وزارة خاصة للتراث والثقافة , ولتشكل من ناحية أخرى بعدا إعلاميا ثالثا مضافا إلى جهود الإذاعة والتلفزيون للمساهمة في اكتشاف طاقات إبداعية شبابية من جانب وغوص في تراث شعبي مخزون في ذاكرة الماضي من جانب آخر ..

وقد سعت جريدة عمان في هذا الإطار إلى إفراد صفحة تعنى بهذا النمط التقليدي من الكتابة فكانت ( واحة الأدب النبطي ) هي النافذة الواسعة المفتوحة على عالم الشعر والشعراء الشعبيين بكل إتجاهاتهم وأساليبهم , وانطلقت هذه الصفحة مبدئيا من عباءة ( رسائل القراء ) حيث كان الشعراء يبعثون بقصائدهم لتلاقي النشر هناك , ثم ولكثرة القصائد والشعراء ( استقلت ) هذه الصفحة تحت مسمى ( الشعر الشعبي ) وأسندت مهمة الإشراف عليها إلى الشاعر المرحوم ربيع بن سالم العلوي بين ( 1985 او 1986 – 1989 او 1990 ) تقريبا , فأعطاها من فيض إبداعه , واستطاع أن يبلور كينونتها واستقلاليتها, وأن يجعل منها صفحة مميزة، بل الصفحة الأكثر تميزا على مستوى الصفحات الشعبية في ذلك الوقت , حيث تميزت تلك الفترة التأسيسية بخصوبة في المادة الشعرية , وظهور أسماء شعرية أسست للصفحات الشعبية اللاحقة على مستوى الصحافة ككل , غلى جانب ظهور التباشير الأولى لأسماء نسائية ظلت متواصلة لفترة غير قصيرة وهي تعتبر البواكير التي جلبت أسماء نسائية أخرى وشجعتها على الظهور والتواصل , كما كان من ميزة تلك الفترة كثرة المرادات والحوارات والإخوانيات مدفوعة بروح الحماس الذي كان يذكيه الشاعر المرحوم ربيع العلوي في نفوس الآخرين من خلال علاقاته الجيدة ودبلوماسيته في التعامل مع الشعراء الذين وجدوا أخيرا متنفسهم الذي بحثوا عنه طويلا , ساعد على ذلك عدم وجود صفحات شعبية منافسة . ومن أهم الأصوات الشعرية المؤسسة لتلك الفترة الشعراء : محمد بن علي بهوان و محفوظ الفارسي , محمد بن عبدالله السناني , سعيد بن مهدي الشعشعي , سعيد بن مسلم عامر جيد , سليمان الرواس , محمد البريكي , سالم العلوي , راشد بن عبدالله المسكري و ناصر الحمادي وآخرون .ومن الأسماء النسائية الشاعرات : رونق البادية , هجير, عذاري صور , روعة الشرق و شيخة الجابري , وأخريات .. والملاحظ أن معظم الأسماء التي ظهرت في تلك الفترة المبكرة من صفحة الشعر الشعبي كتبت تحت أسماء مستعارة وذلك يرجع إلى مجموعة عوامل إجتماعية لم تهيئ للمرأة الشاعرة الظهور بشكل واضح تماما , يدفعها إلى ذلك متاريس إسمنتية من العادات والتقاليد والمفاهيم الإجتماعية المغلوطة والتي لا تزال الذات الأأنثوية الكاتبة تعاني منها إلى اليوم ..

كما تناول المحرر في تلك الصفحات ( السيرة الهلالية ) على شكل حلقات أسبوعية وبني هلال كما هو معروف القبيلة العربية التي هاجرت إلى تونس وإليها ينسب نشأة الشعر الشعبي , وكان القارئ يقبل على هذه الحلقات بنهم شديد .

وبعد وفاة الشاعر المرحوم ربيع العلوي تولّى الاشراف على الصفحة لفترة قصيرة الشاعر محمد بن سليمان الحضرمي، وبعد سنة تقريبا أو أقل توليتُ الاشراف على الصفحة، وكان أول ما قمتُ به، هو محاولة الخروج من التقليدية البحتة التي غلّفت الشعر العماني لفترة طويلة، وذلك بدفع الشباب الشعراء للكتابة والتجديد على مستوى الشكل والمضمون، والارتقاء بالذائقة المتلّقية، بدلا من النزول إليها، وهذا ما حدث بالفعل، فمن خلال عمود اطلقتُ عليه اسم (مرحبا) بدأت الشرارة الأولى لـ(حدثنة) الشعر النبطي العماني، ولاقت الدعوة للتجديد حماسا كبيرا من الشعراء في ذلك الوقت، وبدأت المفردة الشعرية تتغيّر بشكل كبير، وأصبحت القصائد أكثر عمقا، وانتقائية، وظهر شعراء مهمون حملوا على عاتقهم مبدأ التجديد فإلى جانب الشاعر محفوظ الفارسي كان هناك: صالح الرئيسي، وأحمد السعدي، واحمد مسلّط، ومحمد الصالحي، وعلي الحارثي، وعلوي باعمر، وأحمد الجحفلي، حمود الحجري، وعبدالحميد الدوحاني، وغيرهم الكثير، ثم ظهر جيل آخر من الشعراء لم يفرّطوا في التجديد، وتحديث الصورة الشعرية، من بينهم: خميس المقيمي، وعبد الرحمن الخزيمي، وخميس الوشاحي، وفيصل العلوي، وطاهر العميري، وصالح السنيدي، وخالد العلوي، وكثيرون آخرون..حيث وضعت صفحة الشعر بجريدة عمان اللبنة الأولى للتجديد، والتي لا تزال شعلتها متصلة إلى اليوم..ويعتبر عمود (مرحبا) الذي تغيّر مسمّاه فيما بعد إلى (سماوات) أو (زاوية حادة) والذي أكتبه في جريدة عمان من أقدم، وأثبت، والأكثر استمرارية من بين الأعمدة الصحفية في صحافة الأعمدة العمانية، والذي بدأ أول حروفه منذ عام 1990 تقريبا، وإلى يومنا هذا.. لقد قامت اصفحات الشعر النبطي في فترة من الفترات بدور الموصّل، بين الشاعر والجمهور، وعن طريق هذه الصفحات تم إنجاز الكثير على المستوى الرسمي، والعملي، والذي ينعم به شعراء السلطنة اليوم، وكانت ولا تزال واحدا من أهم المتنفّسات الإعلامية للشاعر العماني، وهي شاهد عيان على تطور مستواه، واستمرارية ألقه..



جريدة الشبيبة



أن الأهتمام بالشعر النبطي من لدن القائمين على جريدة الشبيبة العمانية جاء منذ فترة بدء صدورها وذلك في عام 1990م حيث خصصت لهذا الجانب صفحة مختصة يشرف عليها في تلك الفترة الشاعر عوض درويش العلوي وبرزت على مستوى الساحة العمانية بصورة مشرفة رغم وجود العراقيل التي تمر بها جميع صفحات الشعر منذ بدء صدورها وذلك من خلال الأهتمام بالشاعر العماني وإيجاد مساحة له للظهور من خلال الصحافة المقروءة. تميزت صحفة الشعر الشعبي في هذه الفترة بالعديد من المميزات أهمها المنافسة الإيجابية مع الصفحات الشعرية الأخرى في السلطنة وإظهار عدد من الأسماء الشعرية في تلك الفترة. الا انها لم تشكل النقلة النوعية في إظهار الوجه الحسن للشعر والشاعر العماني ، ومع بداية عام 1998 انتقلت الصفحة ليشرف عليها الشاعر محمد بن عبدالله البريكي تحت عنوان (شعبيات) كانت تبرز أهم القصائد المنشورة في تلك الفترة مع المتابعة الحثيثة لأهم القضايا الشعرية في تلك الفترة حتى مايو عام 2002 م ، أصدرت خلاله جريدة الشبيبة محلق بعنوان (شعبيات) من 8 صفحات قدم أوجه عدة في مسار الشعر الشعبي العماني من خلال طرح دراسات أدبية في هذا المجال وعمل قراءات موسعة للعديد من النصوص الفائزة في مسابقات محلية على مستوى السلطنة كما أن هناك أهتماما واسعا بالموروث الشعبي في منطقة البادية وهذا الملحق أعطى مساحة واسعة للكثير من الشعراء للتواصل مع الساحة العمانية.وأسماء شعرية من الخليج كان لها الحضور المشرف ايضا. ومع منتصف 2002م أنتقل الملحق ( شعبيات ) ليكون صفحتين فقط ضمن ملحق ( إبداع ) الثقافي والذي كانت تصدره جريدة الشبيبة كل اربعاء واشرف عليها الشاعر فيصل العلوي آنذاك حتى منتصف 2004 م ، وتميزت الصفحتين بخليط من الأطياف الشعرية ومزيجا من الشعر والحوارات والقراءات النقدية في القصائد .وقد احدثت هذه الفترة نقلة نوعية في صفحة الشعر النبطي في جريدة الشبيبة من خلال الأسماء التي برزت في تلك الفترة ومدى جودة القصائد المنشورة كما أن في هذه الفترة مرحلة انتقالية شكلا ومضمونا ، أضف إلى ذلك المقال الأسبوعي للمحرر تحت عنوان (في الحدث) والتي بدأ يأخذ منحنى الجرأة في الطرح وفتحت هذه الفترة آفاقا أخرى لعدد من الأسماء من خارج السلطنة لتسجل وجود أدبي على مستوى النشر في السلطنة.

وفي المنتصف الثاني من عام 2004م أنتقلت صحفة الشعر الشعبي إلى المحرر الحالي خميس السلطي الذي قال : ان صفحة الشعر الشعبي في هذه الفترة كانت مغايرة لجميع الفترات السابقة من خلال الشكل والمضمون فقد طرحت هذه الصفحة خلال هذه الفترة العديد من الأهداف أهمها الأهتمام بالشعراء المبتدئين وإعطاء فرصة واضحة لهم مع الحفاظ على أهم الأسماء الموجودة سابقا في الفترات السابقة مرت هذه الصفحة بمراحل إنتقالية أهمها نشر قصائد لأسماء ومهمة في الشعر النبطي في السلطنة كما أتاحت فرصة نشر مقالات صحفية للعديد من الكتاب والشعراء حول الشعر الشعبي مع عمل لقاءات صحفية لأكبر شريحة من شعراء السلطنة تعكس التجارب الشعرية لهم وتعرف القارئ والمتابع بمدى ماهية الشاعر العماني من خلال طرح آراء متابينة لهم. كما تميزت هذه الفترة بضخ أسماء جديدة أثبت قدراتها الشعرية من خلال التواصل مع الصفة الشعرية مع والاحتفاء بالأسماء الشعرية التي تتحصل على مراكز متقدمة في المسابقات المحلية والخليجية ، وكان للصحفة الشعرية وجه آخر من خلال (ف ..ضاء) العمود الصحفي الأسبوعي والذي قمت خلاله بطرح العديد من القضايا التي تهم الساحة العمانية بشكل خاص والخليجية بشكل عام مسايرا لجميع الفعاليات والمناشط عاكسا أهم النظرات الشعرية التي يراها المحرر والمسايرة لظروف الشعر في المنطقة.
__________________
[IMG][/IMG]
رد مع اقتباس