عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-09-2012, 10:23 PM
الصورة الرمزية طلال النوتكي
طلال النوتكي طلال النوتكي غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: دماء والطائيين
المشاركات: 419

اوسمتي

افتراضي الحبيب للشاعر الرائع أحمد بخيت

الحبيب



صلى الله عليه وسلم

مِن كعبةِ " الكافِ"..حتى نطفةِ "النونِ"

مِن ركعةِ الروحِ في "أقصى" شراييني



ومِن سفينةِ "نوحٍ" وهي جاريةٌ

في سِرِّ "آدمَ" بَين الماءِ والطينِ



مِن زيتِ زيتونةٍ في ذاتيَ اتقدتْ

حتّى تجلّى السنا في طورِ سينيني



قلبي بِحُبّــِكَ قرآنٌ أرتِّلُـهُ

حاميمُ سجدتِهِ.. في سِرِّ تكويني



لولا سجودُكُ في صلبِ الخليلِ لما

قال الملائِكُ: يا نـيرانَه كُـوني



أكَادُ أَسْمَعُ يا مَولايَ صَوتَ دَمِي

يَظما لِربِّي ومِنْ كَفَّيْكِ تَسْقِينِي



أسيرُ كَابْنِ سَبِيلٍ لاكَفِيلَ لهُ

أُلقِي على الله أحْمَالي ويَكْفِيني



غبارُ نَعْلَيكَ.. في عَينيّ تَاجُ سَنًا

على رُؤُوسِ طُغاةِ الأرضِ يُعليني





وأنتَ رَحْمَةُ رَبِّي كُلَّما كَسَرُوا

قَلْبي فَحُبُّ حَبِيبِ اللهِ.. يَشْفِيني



هَذِي الدُّمُوعُ اليَتَامَى منْ يُكفْكفُها

إلاّ حَبِيبُ اليتـَامَى والمـسَاكِينِ



ياأفصحَ الخلقِ.. باسمِ الحقِّ معذرةً

عنْ لَثْغَةِ الطفلِ بينَ الثَّاءِ والسِّينِ



تَفتَّحتْ في شِفَاهِي ألْفُ قَافِيةٍ

حتّى تُناجِيكَ.. واخْضَرَّتْ دَوَاوِيني



للأرضِ فيكَ كتابٌ للسّما قلمٌ

إيّاكَ أكتبُ والقرآنُ يُمْليني



ياربُّ.. لاربَّ إلا أنتَ خُذْ بيـدي

في حبِّ "أحمدَ".. كي تَرضَى فتُرْضِيني



هَبْني مَزامِيرَ "دَاوودٍ" بِحَنْجَرَتي

حتّى أرتِّل في "طه" طواسيني



ياغُرَّةً في جبين الحرِّ.. يا أملاً

للقابضينَ.. على جمرِ البراكينِ



لو بُحتُ باسمك في الظلماءِ.. يُشرقُ لي

إشراقَ "يوسفَ".. في ليلِ الزنـازينِ





جاءوا من الجِبتِ والطاغوتِ.. قلتُ لهمْ:

جـوعُ "الكَليمِ".. ولا خُـبزُ الفراعينِ



لقاءَ أن أكلوا سُحتًا وما شَبِعوا

جاعَ الملايينُ.. في "أَرْضِ الملايينِ"



لا أشتكي اللهَ في البلوى وملءُ دمي

صبرُ الجراحِ على جهلِ السكَاكينِ



يا اسمَ الحقيقةِ.. يا سَيفَ الشُّجاعِ.. ويا

خبزَ الجياعِ.. ويا "كهـفي" و"ياسيني"



آوي إليـكَ.. ولا سيفٌ ولا قلمٌ

لا "بدرُ"بدري ولا "حِطِّينُ" حِطِّيني



أبكي لأندلسٍ كانتْ لأندَلـسٍ

هانتْ لأندلسٍ دانتْ لـ "رابين ِ"



سبعًا وسِتينَ مأساة عَبَرتَ بنا

فكيفَ عُدنا إلى سَبعٍ وسِتِّينِ؟



قد مَسَّني القرْحُ.. مهزومـًا ومُنتصــرًا

أبكي "حَزِيرَانَ".. أم أبكي لـ " تشريني"



وقفتُ تحتَ سماءِ الحَمْـدِ مُبتسـمًا

بي فقرُ "موسى" لربّي لا لـ " قارونِ"





"لائي " التي حرَّرتْ روحي لخالِقها

تُنسي الشياطينَ.. وسواسَ الشياطينِ



مِن أجلِ مُلكٍ "لفرعونٍ" ووارِثهِ

هيهاتَ أقطعُ أرحامي بسكّيني



الله في غزةٍ.. الله في دمنا

الله في أمّتي.. الله في دِيني



مامَدّ "جالوتُ" للأقصى أظافرَه

إلا لينهضَ "طالوتُ" الفَلْسطِيني



أوقدتُ أسئلتي في ليلِ أزمنتي

أمام أعظـم أُ ميٍّ ليفـتيني



هل آخرُ العِلمِ.. بعد الجهلِ أنْ عرفوا

لونَ القـميصِ.. وأطوالَ الفـساتينِ



قُلنا لهمْ: ذكِّرونا.. كي نَرَى غَدَنا

فاسْتَفْتَحُوا بحديثِ الحُورِ والعِينِ



مامِن سحابةِ "هارونٍ" تُذكِّرهمْ

بنورِ "بغدادَ".. في نارِ العناوينِ



فوقَ القميصِ دمٌ فوقَ الضَّميرِ دمٌ

وما يزالونَ.. من هُونٍ إلى هُونِ





لاعقلَ في العقلِ.. مِن قرنينِ ماخَرجُوا

من رقصـةِ الجنِّ.. في وهـمِ المجانينِ



شابَ الكلامُ.. وما شَابتْ حناجرُهمْ

منَ الهزائمِ . . في حربِ الطّـواحينِ



هل أنزل الله قرآناً ليعجزني؟

أم أنزل اللهُ قرآنا ليهديني ؟



يا أكملَ الخلقِ.. في خَلقٍ وفي خُلُقٍ

مازلتَ تقرأ ما يوحَى وتُوصـيني



ماتَ الذينَ اسْتَحبّوا أن نعيشَ رَدىً

وأنْتَ حيٌّ على اسمِ اللهِ.. تُحْييني



خاضَ الهداةُ.. ميادينَ الهُدى تبَعًا

وأنتَ تسبقُ.. في كلِّ الميـادينِ



تاريخنا سـيرةٌ عن كائن ٍعبرتْ

أقدامُه الأرضَ.. مِن حِينٍ إلى حينِ



وأنتَ سِيرةُ كونٍ منذُ أنْ وقفتْ

أقدامُ "آدمَ".. حتّى وقفةِ الدّينِ



صلَّتْ عليكَ قلوبٌ لاصلاةَ لها

إلاّ بحبِّكَ .. يُنْجِيـها ويُنجِيني



الشاعر: أحمد بخيت



......................................................................................................
__________________
"هكذا قال شاعرٌ فيلسوف * عاشَ في عصرهِ الغبيِّ بتعسِ

جَهلَ الناسُ روحَهُ وأغانيـ * ـها فساموا شُعورهُ سَومَ بَخسِ

فهوَ في مذهبِ الحياةِ نبيٌّ * وهوَ في شَعبهِ مُصابٌ بمسِّ"
رد مع اقتباس