[مهره الباديه]

ها قد آن الرحيل ..
كثيرا ما جعلني أعيد حساباتي .. وأراجع قراراتي .. علني أضع حدا لتشكيكك .. لاأدري إلى متى سيكون صبري .. وقد نحف الجسم وابيض شعر رأسي ..في كل مره أقول إنه سيبادلني الاحساس نفسه .. ويقول لي سأفديكِ بكل شي ..ولكن .. أين أنا .. وأين هو ..

إذا كان من طبعك أنك كتوم سأصبر ولن أتسيب .. وسأبيع جميع من حولي لإرضائك .. وإذا كنت تتحاشى نعمة الحب وتختلق أمر الغياب .. سأرحل عنك واضعة قلبي بين يديك ..

قل لي .. ماذا أفعل إذا قلبي أحب موطأ قدميك .. وهذا أنت نسيت أو ربما تناسيت ذلك الود .. وتلك الأيام التي طالما نسجلها في تقويم حياتنا على إنها أجمل لحظات العمر .. لن أبالغ إن قلت لك عفت نفسي .. نعم عفتها .. بدأت أكرهها .. وأخاااف أن أكرهك

لا أود بعد ذلك الود أن يسد الباب بيننا.. أصابني التحطم والانهيار .. ولا أريد أن يأتي يوم وأنسى من كنت لي .. وأنت تعلم بأن بعدك بالنسبة لي الموت..

نعم .. أحسست بأن الموت قد دنا مني .. عندما ينتابني هذا الشعور أخذت أفكر بيني وبين نفسي .. يا ترى ما الذي فعلته وأخذته من سنيني ..اكتشفت بعدها بأني خسرانه .. أين هم مني وأين أنا منهم .. لماذا للآن أشعر بالظمأ بينما غيري يغرف من ماء البحر ؟ لماذا لم أوفق في حياتي ؟
لماذا هم الدنيا يتملكني ؟
رغم ذلك .. أبتسم للناس وبداخلي نوع من القهر .. لماذا صار طموحي فقط أن أعتذر وأسدد ديني معه ؟
لماذا لم أفكر بحالي كحال البشر ؟
نعم الدنيا متاع .. وضحكات .. ودمعات .. والذي بقى من عمرنا ليس كما ذهب ..
أي سيدي ..
إذا وقف مستقبلي بيني وبينك .. أقسم لك إني سأختارك .. حتى ولو كان مستقبلي مجد لي وفخر .. كيف لا أختارك.. وقد صرت ثالث والداي .. كيف لا أختارك وقد صرت لي لذة في عمري ..
يكفي بقربك أدرك معنى قيمتي .. وأكبر في عين نفسي .. يكفي بأني أشعر بالنصر قربك .. هذا وأنت ليس بيدي .. فكيف إذا كنت بين يدي ؟
ولكن .. على أي حال .. وعلى كل حال.. أقول .. الحمد لله وكفى ..
عفوا سيدي ..
لاأتمنى الآن إن دنا مني هادم الملذات ألا أن أُحشر وأن أأخذ أعمالي بيميني ..ولا أريد إلا أن أنجى من ضيق القبر ..وأن يعينني الله وقت الصراط .. ولا أريد سوى أن يفرج الله علي ما ضاق به صدري ..
ها أنا ذا أحس بأن الدنيا قد آن رحيلها .. نعم أحسست بيوم الوعيد قد دنا موعده .. ولم يبقى من عمرنا إلا القليل .. وبما إني اتنفس الصعداء إلى الآن .. سأتفاخر فقط بديني ..لعل الله يهديني ..حتى تظهر في وجهي سمات الصالحات .. أرغب بهيبة خديجة وبتقوى بنت أبي بكر ..
لم تبقى مني سوى آخر أمنية ويارب أرفع لك يداي راجية بعد موتي أن تلهم الصبر لأهلي وإخواني .. وأن تقبض روحي بسبحان ربي الأعلى ساجدة ..


هنا كان بوحي ..
فقط أدعوا لي بالثبات