الموضوع: بن رمضون
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 20-01-2010, 04:05 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

ركبت اللنش وبعد ساعات جاءت الأوامر من النوخذا بالإبحار، أبحرنا عائدين للقرية الصغيرة والتي كبرت بعيني كثيراً بعد فراقها لهذه

المدة الطويلة،أخذنا أيام وليالي وكنت أعمل مع خماس تارة ومع البحارة تارة أخرى.. وكلما اقتربنا من القرية أكثر تزداد دقات قلبي أكثر

فأكثر، حتى أصبحت في مرمى نظري، عندها أحسست بالفرح العارم، بعد وصولنا ورسو اللنش على مشارفها نزلنا بالقارب الصغير للبر،

حملت الأغراض التي كانت معي وتوجهت للبيت، حيث لم يكن أحد يدري بقدوم اللنش،

وأنا في الطريق كنت أناظر الأزقة والبيوت وأعود بها إلى ذكريات الطفولة حينما كنت العب هنا وهناك، وصلت البيت وكان ذلك بعد

المغرب بقليل، طرقت الباب فإذا بأحد أخواني يقول: من هناك؟ حيث أن والدي لم يكن متواجدً بالبيت حينها، أنا مجاوبً: أنا جايب رسالة

من عند محمد، هو يفتح الباب وبصوت عالي: أمي.. أمي أنه محمد لقد رجع، وقد كانت تعجن الطحين وأتت مسرعة مع أخواني الباقون

وأخذتني بأحضانها وأمسكت بوجهي تتأمله من الفرحة حتى أصبح مخططً بين البياض والسواد وجميعاً نبكي...عبدالله: هع..هع عجب

صرت أبو صابر وحشي ونحن نضحك، هو: من هذا بعد أبو صابر؟ نحن نزيد ضحكً وأنا أرد عليه: هذا وأحد من الأبطال مال أمريكا،

والشباب تدمع عيونهم من الضحك بعدما يتباهى بنفسه بهز الرأس ويقول: صدق أني كنت بطل في ذاك اليوم.

بن رمضون: ونحن واقفون بوسط الحوش دخل أبي من الباب وعندما راني أتجه صوبي وأنا أحاول أن أسبقه بالاتجاه نحوه، مد يده كي

يصافحني ويحضني لكني صافحته ورفعت رأسي أبوس رأسه وهو يقول: أحسنت ولدي أحسنت تعال أجلس وخبرنا عن أخبار رحلتك

وكيف كانت حياتك؟، أعطيتهم هداياهم وجلست طوال تلك الليلة وأنا أقص عليهم ما جرى لي بالبحرين، كان النوم يغالبني وأحسوا بذالك

فقال أبي: أذهب لتنام من الواضح أنك مرهق، أنا: صحيح يا أبي فأنا لم أنم جيداً طوال الرحلة من كثر شوقي لكم وللقرية، أحمل نفسي

وأذهب إلى الفراش الذي أعدته أمي فور علمها بتعبي، أنام بعمق شديد لم أعهده من قبل، بعد إستيقاضي من النوم ذهبت مسرعاً للبحر

لأرى شروق الشمس فقد افتقدت هذا المنظر كثيراً ولو أني كنت أراه يومياً باللنش لكنه كان أجمل من القرية وهو يضيئها شيء فشيء،

عدت إلى البيت لأرى والدتي قد أعدت الإفطار وقد تحلق الجميع حوله كالعادة، لكن كان من غير العادة نوع الوجبة، عرفت حينها أن حال

أهلي تغير بفضل سفري وغربتي، خرجت بعد الإفطار لأتمشى بالقرية وأرى أصدقائي، لقد تبدلت القرية عن القرية التي تركتها فأصدقاء

الأمس كبروا وصاروا يتحملون مصاريف بيوتهم وليس لديهم الوقت للاعب أو الجلوس معي، تهت في قريتي فقد أصبحت وحيداً بلا

أصدقاء، كنت أجلس طوال الوقت بالبيت وعندما أحس بالملل أخذ صنارتي وأذهب للشاطئ أصطاد الأسماك الصغيرة.

مرت الأيام وأنا على هذه الحال حتى في يوم وبعد صلاة العصر التقيت بالنوخذا مسعود وأخذت أخباره، لقد ذكر لي أنه مسافر إلى ميناء

بومباي بعد عدت أيام وأشياء أخرى، وأخبرته عن حالة الملل التي أعيشها، قال لي لماذا لا تعمل معي وأعطيك معاش زين، أنا: بشوف

الوالد أول وبرد عليك وإذا كان علي فأنا متحمس للرحلة، رجعت البيت وأنا ما عارف كيف أفاتح أهلي بالموضوع، بعد العشاء كنا رامسين

مع بعض قلت.....................

للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس