عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2014, 10:45 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

Post ((وقفات إيمانية مع البلاء والمحن))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أُلقي بين الأيادي الكريمةِ هذه الوقفات الإيمانية مع البلاء والمحن ....


إن الفتن تحل بجميع البشر، ولكن وقعها على المؤمن الصادق يختلف من غيره، فيصبر عليها ويحولها إلى نعمة كما قال تعالى في سورة النساء :

(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) .

تألمون أي : تتألمون مما أصابكم من الجراح فالكفار يتألمون أيضًا مما يصيبهم ولكن لكم ميزة وهي أنكم ترجون ثواب الله وهم لا يرجونه .

فما هي أسباب وقوع هذه الإبتلاءات في حياة المؤمن؟

- لأن الدنيا هي دار الفتن والمصائب والبلاء، ولولا ذلك لركن المؤمن لها ولصارت فتنة له .

- ليرتبط قلب المؤمن بالله -تعالى- لجوءً وطلبًا وانكسارًا ،لأن المصيبة تجعل صاحبها يلجأ إلى الله ويلوذ إليه فتنقلب في حقه نعمة بعدما كانت نقمة.

- أن يطلب المؤمن حاجته من الله تعالى؛ فهو سبحانه يحب أن يُسأل، بل ويلح عليه في الطلب والسؤال. مصداقا لقول الله تعالى :"(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق).

- والمؤمن مأجور على صبره وعلى تصبره كلما حل به بلاء ؛ فقد أخرج مسلم والبيهقي عن صهيب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ).

- وقد يكون نزول البلاء عقوبة إما على فعل المعاصي أو على ترك الشكر لله تعالى لذا فمن فوائد نزول البلاء والفتن أن يعود المرء لربه فيكفيه البلاء ويبعد عنه الفتن .

فقد ورد أن العباس رضي الله عنه لما استسقى به عمر قال : "اللَّهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث"

فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.

- قد تكون المصيبة نعمة: فهي كفارة للسيئات، وهي تورث المؤمن انكسارًا بين يدي الله تعالى؛ وهذا تحقيق لمعنى من العبودية لا يستحضره الإنسان حال العافية..

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِيمُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا) (رواه مسلم).

خرج ابن أبي الدنيا عن شريح قال :

"إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات : أشكره إذ لم تكن أعظم مما هي ، وإذ رزقني الصبر عليها ، وإذ وفقني إلى الاسترجاع -يعني قول : إنا لله وإنا إليه راجعون-، وإذ لم يجعلها في ديني".

وعن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال : يا رسول الله ما جزاء الحمى ؟
قال: (تَجْرِي الْحَسَنَاتُ عَلَى صَاحِبِهَا مَا اخْتُلِجَ عَلَيْهِ قَدَمٌ أَوْ ضُرِبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ) (رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن لغيره).

وقد بيَّن أهل العلم كيفية تكفير السيئات بالمرض أو البلاء فهو إما مأجور وإما مغفور له ما سبق من الإساءة .

فبهذه الروح الإيمانية الصادقة علينا أن نتعامل مع البلاء والمحن لتكون لنا نعمة ، فما أجملها من إستغاثة تتجرد دونها الجوارح مُنقادةً بكل صفاء وبثقةٍ عمياء إلى البارئ عزوجل صبراً لينال المنال الأخروي بكل جدارة ، فرحمتهُ تعالى لا حدود لها فسبحانه القدير الذي مَنَّ علينا نعمة الإسلام والإيمان ثبتنا اللهُ على القول الحسن وجنبنا سوء الظن ونقى قلوبنا بضياءِ ذِكرهِ وقُرآنِه.


والحمدلله ربِ العالمين
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس