ينتابني ألم البدايات والشوق إلى الأمس البعيد الذي غادر من الباب الواسع للزمن لكنه مكث في قلبي ولم يغادرني .
بالأمس كنت هنا على أطراف هذا الشاطئ الجميل الذي كم عشقناه معاً ولامست أطراف أمواجه أقدامنا وركضنا على حواف محاره بعري أقدامنا وضحكنا .. وبكينا .. والتقينا مراراً .. مرارا .. هنا على هذا الشاطئ الجميل في هذا التوقيت من عمر بدايات الليل وعمر ولادة قمر نصف الشهر وعمر بداية فصل الشتاء .
هنا على رمال هذا الشاطئ المنتشي سحراً كتبنا بدايات الحكاية وهنا ترددنا كثيرا كأننا ننسج من الحكاية ألف حكاية .. هنا حلقنا كالنوارس بأحلامنا وصفقت أجنحتنا بعيداً بين فضاءات الله الواسعة .. هنا جدفنا معاً نحو الزرقة العميقة نبتغي الوحدة والهدوء .. هنا أحصينا في جنون عدد الرمل وعدد النجوم وأقسمنا أن حبنا أكثر بكثير من الرمل ومن النجوم .
هنا بللنا المطر في ليلة دخول فصل الشتاء كانت كنفس هذه الليلة إذ تتزامن مع دخول السنة الجديدة من الشتاء البعيد .. هنا دثرنا بعضنا ببعضنا بأنفاسنا بعد بلل القطر وبعد برد الشتاء .. هنا وهنا وهنا .. كانت كل الأشياء تشهد لنا هنا .. هنا على هذا الشاطئ الجميل .
مناديلنا تركناها على الشاطئ مبللة ذات ليل شتوي ممطر .. بقايا كلماتنا كانت تدس نفسها في جوف التراب وجدتها تحت كوم الرمال مندسة .. كل شيء تركناه وجدته كما هو إلا أنا ... إلا أنت لم أجدنا فمتى .....
جزء من النص مفقود ...