عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 27-02-2010, 05:57 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

لكم الحرية في طرح وجهات نظركم و قرأتكم لنستفيد طبعا هذا ليس أجبارا بل أمنية حتى تعم الفائدة...

أما عن وجهة نظري في هذه الأبيات و تحليلي البسيط..



تغدي النخيل ان جا قصار!!
وْ تستحي الغيمه تبلّه !!
حتى الهوا لي به غبار
يغدي نسيم ٍ لي وصل له!!!


هنا البيت ذكرني بالمثل القديم الذي يقول ( الطول عز و القصر مذله )
فهنا الشاعر حمود المهزاع لم يفلت حتى النخيل من أبياته فالنخيل رمز للصمود و الطول ( يقال ) طويل مثل النخلة عند وصف الشخص الطويل
هنا في هذا البيت كان يصور لنا النخلة الطويلة الشامخة عند مرور محبوبته عليها من شدد جمالها و جمال قامتها و تناسقها تستحي النخلة و تصبح قصيرة من إحساسها بذل أمام هذا الطول المتناسق الشامخ في محبوبة الشاعر..
فهنا ماذا أراد أن يقوله لنا الشاعر..؟
هل كان يحاول القول أن محبوبته تمتلك طول و قامة شامخة ...؟

و في هذا البيت أيضا يؤكد أن محبوبته تختلف عن الباقي بأشياء ولم يكتفي بما ذكره عن الظل و الشمس و القمرة و النخيل
حتى الغيوم تخجل من أن تمطر و تبلل تلك المحبوبة. قد تكون هنا أشارة وتلميح أن الغيوم خجلها من أن تبلل تلك المحبوبة حتى لا تظهر ما خفي من مفاتن..
فالكل يعلم بأن عند ما يبتل الشخص يظهر ما تفاصيل ما تخفيه الملابس لتحافظ على قدسية هذه المحبوبة...
و المعذرة على هذا قد تكون هذه الإشارة غير دقيقه و لكن استنتجتها فالمعذرة من كل عارف بهذه الأمور و من الشاعر أن كان غير قاصد لهذه الإشارة التي ذكرتها.. هي مجرد تحليل قاصر من نبيلة مهدي ...

لنعد للقصيدة و ذاك البيت..
هنا أيضا الشاعر جعل الهواء المحمل بالغبار هو أيضا يخجل بل و يتراجع و يصبح نسيم عندما يمر و يلمس تلك المحبوبة...
ما أجمل هذا الحس و هذا الذوق فكل شيء جعله الشاعر عندما تظهر تلك المحبوبة يختلف و لا يرضخ لأي قانون فقط لقانون محبوبته..
طبعا هنا لم أقصد أن الشاعر أراد أن يجعل محبوبته إله لا طبعا بل العكس تمام هنا يحكي و يفصل عن إبداع الله تعالى و حسن خلقه المتجلي في محبوبته مما جعل كل شيء ينصاع لها و لهذا الحسن...




وفي هذا البيت


من زود طيبه والوقار
وِعْذوبتَه وْ حسنه و دِلّه
دشّ البحر مرّه وصار
كلَ الْمِلِـحْ سكّر محلّه !!!


وفي هذا البيت الرائع أيضا الذي حقا لا يقل جمال أبدا عن تلك الأبيات التي سبقته فهنا أيضا يصف المحبوبة و يعدد بعض ملامحها ( طيبه – الوقار- العذوبة- و الحسن و الجمال- و أيضا الدلال )
كل هذا كان موجود في محبوبته و أعتقد أنه لم يتمكن من جمع الأوصاف أكثر ليس لعدم قدرته بل لأن المحبوبة من كل ما بها أعجزت الشاعر البوح بها..
و بعد أن ذكر بعض تلك الملامح التي تمتلكها المحبوبة يقول بأن من كثر ( الحلى ) العذوبة و الجمل عندما لمست و دخلت البحر [و البحر معروف بأنه مالح] تحولت هذه الملوح ( و الملح ) إلى سكر
( هنا أشارة إلى أن محبوبة الشاعر كانت كالسكر أو قد تفوقه أيضا كالشهد بل تفوق ذلك ) [ شيء ليس غريب عندما تضيف السكر إلى كأس ماء يتغير طعمه بنسبه معينة بذات إذا كان الماء يحتوي على الملوحة] ولكن الشيء المستغرب أن تحول البحر المالح إلى عذب . هنا أجد أن الشاعر يكاد يجزم لنا أن محبوبته تختلف تماما عن الباقي و كما ذكرت أن من جمالها و إبداع الخالق أنصاع كل شيء لها فتحول الملح لسكر من الأشياء التي لا تحدث و لكن هنا حدثت..
هنا بكل تأكيد جعل لمحبوبته طعم لا يضاهيه طعم حتى و أنها تمتلك خاصية التأثير على كل ما حوله..

هنا أسلوب جميل و ليس غريب و لكنه جاء مختلف
فما هو الاختلاف فيه ..؟


أنتظار رائكم و قرأتكم

مودتي للجميع
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس