[مريم العلوي]

أشتقنا لها كثيراً وأفتقدناها أكثر فكم من الذكريات الخالدة
التي لا زالت تحتضنها ذاكرتنا رغم مضي السنوات
فمن منا لا يتذكر سالم وفارس وسعاد وريم وخالد
وكم من مرات غردت حناجرنا الذهبية بشعور لا يمكن وصفه
ونحن ننشد نشيد البلبل
قد كان عندي بلبل...حلو طويل الذنب

ونشيد
وطني أنت أبٌ لي ثالثُ للأبوين

وكم من مرات كنا ننتظر باص المدرسة ونسترجع قصة الحمامة والنملة
وقصة الفلاح الصبور وقصة صلاح الدين الايوبي
لدرجة أننا حفظناها بكل حرف فيها


كان الهدف والاسلوب والعبرة تدفعنا للتعلم فكم منا دخل الى المدرسة ولا يحمل من الاخلاق سوى القليل ولكن
المناهج بدروسها المفعمة بالعبر علمتنا الصبر والشجاعة والقوة ومساعدة الاخرين والوطنية الحقيقية تعلمناها منها


خرجت أجيال منذو الصف الاول الابتدائي تتقن العربية وتتحدثها بطلاقة
أجيال عشقة العربية بكل ما فيها فاصبحت تقرا هنا وهناك رغم صغر سنها لتثري الدرس وتنشر المعلومة وتنير العقول






ومضت السنين وهبت عاصفة التغيير واعاصير التطوير التي أجتاحت مناهجنا فأغرقت كل شي معها
وجاءت مناهج لاتسمن ولا تغني من جوع عجزت أن تخاطب عقل الطفل
وعجزت أن تغرس فيه الاخلاق الحميدة والوطنية الصادقة
فتفاقمت المشكلة وخرج لنا طلاب لا يعرفون كيف يكتبون أسمائهم
ولا يستنطقون من العربية كلمة واحدة
وعندما عجزوا عن حل المشكلة أصبح الطالب يُرحل من فصل الى أخر ومستواه من سيء لاسواء وخرجت لنا اجيال أخذت وظائف ب(و) وهم لا يعرفون كيف يكتب التقرير
وكيف يصاغ المحضر المكتمل
فهل كانت المناهج بحاجة الى التطوير؟
وايهما برايك افضل مستوى تعليمي وثقافي الطفل الان ام قبل؟
وهل تعلم الكتابة اهم من القراءة؟
وهل ترغب الان ان يُدرس أبنائك نفس المناهج التي درستها؟