[هواجس الشعر]

كم اشتقت إليك يا دفتري الصغير..
اشتقت إلى رائحة صفحاتك القديمة..
إلى تكسف أطرافها..
إلى شخبطة أقلام زرقاء فيها..
إلى حروف قد بدت ملامحها تهاجرني..
اشتقت إليك لأشاركك عمق أسراري..
أروي لك عبق أمنياتي..
كم كنت جاهلة..
بل عديمة إحساس..
وإلا لما تركتك على رف خزانتي..
وقد أسْكنتَ الغبار على صفحاتك..
على غلافك..
بين تقاسيم أوراقك..
حيث صرتما أعز الرفيقين..
لما تركتك كنت أظنه خيرًا..
وأي خير في هجر الوفي..
لكني بالأمس كنت أعض أطراف وسادتي ندما..
عندما أتذكر أيام أسحارنا..
مع أقلام..
ممحاة..
وخيوط شمسية ذهبية من بين فتحات ستائري..
أه..
اشتقت لأنثر أشباه أشعاري..
وأكتب صدق مشاعري..
لأخلد ذكرى بين سطورك..
وأي ذكرى أجمل من ذكرى على صفحاتك..
اشتقت لأشخبط وأرمي أوراق أخطائي..
واليوم سأعود لأكتب على صفحاتك..
لأكبر معك..
لأنجح معك..
لأحزن معك..
لأذرف دموع النقد فيك..
أسفة..
أعدك لن أتركك بعد أن عدت إليك..
هل تراك اشتقت لي يا دفتري؟!