الموضوع: سلام
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-08-2013, 12:58 AM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

أريد لغة لها وحدها.


طلبت منّي يوماً أن أقول فيها شعراً. وكنت أنوي أن أفعل، لكن الكلمات كانت تتهيّب جمالها وتستحي فتتهرب مني. احترت كيف أفعل.....تذكّرت يوماً كنت أجلس فيه إلى الشنفرى بظل أيكة. كان يمسح بيده على رأس حيته المتدلية على صدره وبصره يتابع أليفه الذئب وهو يلاحق ذبابة مخادعة......في لحظة إلتفت لي وكأنه يحاول اصطياد خاطرة مرّت على قلبه، قال

-اللغة هي أعظم أداة يمتلكها الإنسان على هذه الأرض، وبسببها تصبح للأشياء قيمة. انظر لهذا الوادي المعشب......ما قيمته لو لم نكن فيه؟!.....وما قيمتنا أنا وأنت والوادي لو لم نمتلك اللغة لنتحدّث. كانت الأرض ثم نحن ثم اللغة......وكل ما جاء بعد ذلك تلعب اللغة الدور الأسمى في تكوينه.

لم أفطن لدقة كلامه حينها فقد كنت مشتاقاً لسماع أخبار حبيبته التي التقى بها في رحلته الطويلة بين عناقيد الأقمار عند منبت السماء. ولأنه ذهب مجدداً لرؤيتها فقد كان علي أن أنتظره حتى يرجع.
تحينت لقاءه حتى كان ذات صباح. لمحته يسابق ذئبه وحيّته منطوية على قوسه الضخمة. أقبل علي بوجه جميل كأنه البدر. عيناه صافيتان جميلتان...بشرته كأنها ذهب رطب.....تضيء النجوم بين تموجات شعره. قلت له

-الشنفرى....أيها العزيز. كم اشتقت لك. أنت أجمل كثيراً عن آخر مرّة رأيتك!!!....ماذا حدث؟!

-هل تصدّق.....حدث هذا بعد أن اقتربت منها وتكاثفت عليّ رائحة أنفاسها كقطرات النور.

-حقاً!!!!......أيّ رائحة هذه التي تفعل كل هذا؟!

-لقد تذوقتها على شفتي ..... ليتني أستطيع أن أصف لك طعمها . كأنها الرحيق الأول الذي خلق منه الكون، مازال طرياً في فمها .......قالت إني إن شربت منه أستطيع أن أكون قمراً أو نجماً.......وأستطيع أجعل البحر حلواً........وأني سأصبح شاعراً.

-حقاً.....في الحقيقة أنا جئت أسأل عن موضوع الشعر بالتحديد، وقد عرفت ما أريد الآن.
__________________
رد مع اقتباس