—
تثنية خبر (كلا – وكلتا):
—شاع على ألسنة كثير منا تثنية خبر كلا وكلتا، والصواب أن يوحد الخبر بعدهما ،فيقال:
(كلا الرجلين ذهب) ، (وكلتا المرأتين صامت) ؛ وذلك لأن (كلا وكلتا) اسمان مفردان وضعا لتأكيد الاثنين والاثنتين ،ولا يدلان في ذاتهما على التثنية ، فلفظهما دال على المفرد ،ومعناهما فقط يدل على المثنى ، ومعنى ذلك أنهما في ذاتهما لا يحملان أي دلالة على التثنية لكن لربطهما بالمثنى صارا يحملان معنى التثنية.
وقد جاء في الكتاب العزيز : (
كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا).
—ويقول الأعشى :
—
كلا أبويكم كان فرعا دعامة
............. ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصا
—ولم يقل : كانا فرعا دعامة .
—
عن كثب أم من كثب:
حتى نطلع على الأمر عن كثب.
صوب الخطأ النحوي الوارد.
الصواب أن يستعمل حرف الجر من ؛ إذ لم يرد عن العرب ذلك.
قال ابن إسحاق:
فهذان يذودان
.........وذا من كثب يرمي
ويقول حاجز الأزدي :
إ
لى متى أدع مخزوما ترى عنقا
...........لا يرعشون لضرب القوم من كثب
—
اقتبس عن «أم »اقتبس من ؟
—ا
قتبس الكاتب عن فلان بعض آرائه .
—صوب الخطأ في الاستعمال اللغوي السابق ، مع ذكر السبب .
—تستعمل العبارة السابقة بكثرة ، وهذا خطأ بين ، فالفعل اقتبس يتعدى بـ (من ) لا ب (عن ) . يقول الله عز وجل : «
يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم » ، و في الحديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : (
من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد )
—السبب :
—أن (من )هنا للتبعيض و ( عن ) لم تأت للتبعيض قط .
—الصواب :
—
اقتبس الكاتب (من ) فلان بعض آرائه .
—
التصنت أم التنصت ؟
—أيهما صواب وأيهما خطأ في الاستعمال اللغوي؟
—يستعمل الكثير منا كلمة (التصنت ) قاصدين بها استراق السمع ، والتجسس على كلام الآخرين ، وهذا الأصل (صنت ) لم يرد عن العرب بهذا المعنى أو بمعنى قريب منه قط ، إنما الذي ورد (نصت وأنصت ) ومصدره (الإنصات )يقول المولى عز وجل: ( وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)
—ويقول: (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا....) ، فالصواب أن نقول : التنصت ، والفعل منه: تنصت .
بين أعتقد وأظن:
أين فلان ؟أجاب :أعتقد أنه خرج ، قاصدا أنه غير متيقن هل فلان هذا موجود أم أنه خرج؟
فما الأوْلى والصواب هنا؟
كثير منا يستخدم لفظة أعتقد في الدلالة على الظن وعدم التيقن ، وهذا مجانب للصواب ، فالأولى والصواب له إذن أن يقول : (أظن أنه خرج .)
—فالاعتقاد في اللغة يعني التصديق الكامل ، والعقيدة هي: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقد.
أيهما أصح ملفت أم لافت ؟ ولماذا؟
—نستعمل كثيرا لفظة ملفت فنقول مثلا : (
هذا الأمر ملفت للنظر)
—فلو تأملنا هذه الكلمة لوجدناها اسم فاعل من الفعل (
ألفت ).
—واسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي يصاغ بقلب حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر ، والعرب لم تستعمل الفعل (ألفت ) قط . فالصواب أن يقال : (
لافت )، وهي اسم الفاعل من الفعل : (لفت )التي تعني صرفه عن وجهه ، فـ (لافت )تعني إذن : الأمر الذي يصرف الوجوه والتفكير نحوه .
—قال تعالى : (
قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ) أي لتصرفنا ، فالصواب في العبارة السابقة أن نقول : (ه
ذا الأمر لافت للنظر ).
بين التنويه والتنبيه
—(
نوه المدير بأخطاء الموظف ) .
—صوب الخطأ الوارد في السياق اللغوي السابق .
—نستعمل كثيرا لفظة تنويه ، قاصدين بها : (
التنبيه ) ، والتنويه ليست كالتنبيه فلا تصلح أن تستعمل للمعنى نفسه .
فالتنويه في اللغة يعني
الثناء والإشادة بشخص معين والرفع من ذكره )
— ، وهو معنى بعيد عن معنى التنبيه ، فلذلك لا يصح قولهم :
لزم التنويه بل الصواب أن يقال لزم التنبيه .
— قال الشاعر صفي الدين الحلي :
—
فكيف أروم أن أجزيك صنعا
............... وأيسر صنعك التنويه باسمي