عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 12-07-2014, 03:09 AM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي

فتاوى – لسماحة الشيخ/ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

فيمن يرى الهلال ويتشكك في رؤيته فلا يحمله ذلك على الإبلاغ وإنما يقول أنا لا أستطيع أن أتحمل هذه المسؤولية، فهل يجوز له ذلك؟
لا، لا، لا، هذه أمانة في عنقه فعندما يرى الهلال يجب عليه أن يبلغ المسؤولين حتى ينظروا في شهادته إما أن تكون مقبولة وإما أن تكون مردودة ولعل شهادته تتعزز بشهادة غيره، والله تعالى أعلم.
هل هناك مسافة معتبرة فلكياً تفصل بين بلدة وأخرى بحيث إنها تعني اختلافاً في المطالع؟
حقيقة الأمر نحن نرى حديث ابن عباس الذي رواه كريب رضي الله تعالى عنه يدل على أن المسافة إذا تباعدت كبعد الشام عن الحجاز يعتبر هذا التباعد، وإن كان العلماء قد اختلفوا في ذلك اختلافاً كثيراً كما أوضحه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ذكر اختلافاً للعلماء منهم من قال إن الفرق إنما يكون باختلاف الأقاليم، ومنهم من قال باختلاف أي البلدان بين بلد وآخر، ومنهم من قال بقدر مسافة القصر، ومنهم من قال باختلاف المناطق سهلاً وجبلا.

يقول النبي صلى الله عليه وسلّم (فإذا غم عليكم فاقدروا له)، على التسليم بهذا الحديث ألا يفسره الحديث الآخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلّم (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فلو كان علم الفلك متطوراً في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وبهذه الدقة التي عليها اليوم أما يعوّل عليه النبي صلى الله عليه وسلّم بدلاً من الرؤية؟
قبل كل شيء علينا أن ندرك أن الدين يسر، ومن يسر الدين أن الله تبارك وتعالى ناطه بما هو معروف عند جميع الناس بحيث لا يكلف الإنسان عسرا، فكما ناط الله تبارك وتعالى صلاة الظهر بزوال الشمس وزوال الشمس أمر معروف عند جميع الناس يعرفه الصغير والكبير والمرأة الرجل والشيخ والشاب والمتعلم وغيره لا فرق بين المتعلم والأمي في ذلك فكذلك أمر الصيام، نيط الصيام برؤية الهلال لأن رؤية الهلال مما يشترك فيه الكل، يشترك فيه الذكور والإناث والصغار والكبار والأميون والعلماء الكل مشترك في ذلك فلا فرق بين هذا وذاك بخلاف الحساب الفلكي فإن حساب الفلك إنما هو خاص بأناس.
هذا والنبي صلى الله عليه وسّلم عندما قال (فإن غم عليكم فاقدروا) بيّن معنى ذلك في رواية أخرى عندما قال: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) . فإنه في هذا الحديث بيّن المراد بقوله (فاقدروا) ولم يبق هنالك شك في معنى ذلك، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) إنما ذلك بالنظر إلى الجمهور إلى الدهماء والكل متعبد، فلذلك كما قلنا نيط هذا الأمر بقضية معروفة عند الجميع.
أما ما يشكك الناس من أجله أو أن يكون الهلال مرتفعاً أو أن يكون الهلال كذا أو كذا فهذا أيضاً أمر محسوم في السنة النبوية كما جاء رواية مسلم من طريق ابن عباس أنهم كانوا في سفر إلى مكة فلما كانوا بذات نخلة رأوا هلال ذي الحجة، فمنهم من قال هو لليلتين ومنهم منى قال هو لثلاث. يعني رأوه مرتفعاً جداً فقال بعضهم هو لليلتين وقال بعضهم هو لثلاث، فقال ابن عباس: هو لليلة رأيتموه فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: إن الله عظّمه لكم لتروه .
ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلّم بقوله هذا أراد أن يقطع دابر الشك حتى لا يدخل الناس في التخمينات التي من خلالها يكونون مغالين في أمر دينهم إذ الغلو غير محمود، ونحن لا نشك أن هنالك دقة في الحساب الفلكي في وقتنا هذا ولكن لا ينبغي الخروج عن مقتضي السنة، بل ينبغي الجمع بين هذا وذاك، بين معطيات العلم الحديث وبين السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والجمع إنما هو بالأخذ بالحديث في الصوم برؤية الهلال والإفطار برؤية الهلال ومع الغيم يكون الإكمال كما أمر الحديث، وفي الوقت نفسه يؤخذ بالحساب الفلكي في دفع شهادة الشهود عندما يدّعون رؤية الهلال مع استحالة أن تتحقق هذه الرؤية، فإنه مع كونه غير مولود أو ولد ولا يمكن أن يُرى لأجل أنه مع الشمس أو وراءها بالمرة وقد خفي بسبب ضوء الشمس في هذه الحالة يتعذر أن يُرى الهلال في هذه الحالة فينبغي أن يجمع بين هذا وذاك وبهذا نأخذ وعليه نعول، والله تعالى المستعان.

في بعض الأحيان الأطفال ما دون الثالثة تصدر منهم أفعال تغضب الوالدين فيقوم بعض الآباء بضربهم، فما هو التصرف الصحيح في مثل هذه الحالة؟
الأولاد ينبغي أن يربوا بسعة الصدر ورحابة الفكر والحكمة، وأن يؤخذوا بالرفق بقدر المستطاع، ويجب على الوالدين أن يكونا قدوة لأولادهما في الخير في البر في المرحمة، في تربيتهما على التقزز من الأعمال المستهجنة والتصرفات غير المنضبطة، هذا مما ينبغي أن يكون داخلاً في صميم تربية الوالدين للأولاد، أما الضرب فالضرب الذي يؤدي إلى التأثير على الولد ذلك غير مباح، أما الضرب اليسير إن كان الولد مطيقاً للضرب قادراً عليه عندما يزداد تصرفه الخارج عن المعقولية في هذه الحالة لا يمنع بشرط أن لا يكون مؤثراً وأن لا يكون مبرحاً، بقدر ما تدعو الحاجة فقط مع كون الولد عاقلاً يردعه الضرب عن تصرفاته الشائنة.

البعض يتساهل في العبادة بحجة أنها ليست هي المقياس في صلاح الإنسان وإنما الأخلاق هي المقياس، فكيف يجاب على هذا؟
العبادة المفروضة لا بد من الوفاء بها، فلا بد للإنسان أن يوفي بالعبادات المفروضة، ومن قصّر في العبادات المفروضة ولم يقم بحقها فإنه مهما حسنت أخلاقه ومهما حسنت معاملته لا يجديه ذلك مع هذا التقصير في الواجبات المفروضة عليه.
على الإنسان أن يطيع ربه سبحانه في كل ما أمره به، وفي كل ما نهاه عنه، (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً).
والعبادات هي مورثة للأخلاق الفاضلة، كل عبادة من العبادات مؤثرة في نفس صاحبها، الصلاة هي مؤثرة في نفس صاحبها (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).

الدلالة والتعارف هل يجريان على أموال الأيتام والمجانين والمساجد والقصّر ومن لا يملك أمره؟
أما الدلالة فلا؛ لأنها لا تكون في مال من لا يملك الإذن، وأما التعارف فنعم، لأن هؤلاء يجري على أموالهم ما يجري على أموال غيرهم، كيف والأفلاج التي ينتفع الناس بمياهها قد يكون من بين أربابها الصبي والمجنون والغائب والمسجد وغير هؤلاء والله أعلم.

إذا أسقطت المرأة قبل أربعة أشهر فمتى تطهر؟
هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير إذا كان ما أسقطته غير كامل الخلقة، والذي نأخذ به هو رأي قطب الأئمة رحمه الله التفرقة ما بين المراحل، فإن كان ما أسقطته علقة فحكمه سبعة أيام، وإن كان مضغة فحكمه أربعة عشر يوماً، وإن كان مضغة مخلقة فحكمه واحد وعشرون يوماً، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يوماً، هذا إن استمر بها الدم، أما إن رأت الطهر قبل ذلك فعليها أن تغتسل وتصلي.

هل تشمل عموميات الوعيد التي في الآيات حتى من لم يتب؟
طبعا عمومات الوعيد إنما هي فيمن لم يتب لأن الله تبارك وتعالى قيدها بعدم التوبة فالله تعالى يقول (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).


المصدر

http://main.omandaily.om/?p=123551
__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس