لست أدري أهو نوع من الهروب الخجل أم هو الجهل الذي يجعلنا لا نسمي الأشياء بمسمياتها
نسمي الربا فائدة والخمور مشروبات روحية وهكذا
بالأمس وعلى مسمع مني جلس عدد من الزملاء في جلسة نقاش لتبادل الآراء والحلول المناسبة لها كان مجمل الحديث يدور عن المال لا أكثر
كيف سأمتلك السيارة الفخمة الفلانية والبيت الفلاني
وفي النهاية كانت تصل الأمور إلى العقدة التي توضع أمام المنشار
عقدة الإمكانيات المادية وقلتها
لكن الحل دائما موجود
البنك الفلاني يمنح فائدة كذا بالمئة
آخر يقول الفائدة في البنك الفلاني أعلى
وهكذا
لتحقيق الأحلام المزخرفة يجب أن نلجأ إلى أحدهم ليساعدنا
حتى لو كان إمتلاك السيارة من قبيل الفخفخة والرفاهية والكشخة والبيت من قبيل الإتجار والإستثمار
المهم أن ُنرضي غرورنا
لذلك نحن نحتاج لممول
والممول بلا شك آكل ربا
لماذا نُدلعها ونزخرفها ونجملها ونقول عنها فائدة ونكون أول المصطفين للصلاة حين ينادي لها المنادي
بل ونزاحم على الصف الأول
أي فائدة هذه التي تحملك معها إلى نار جهنم
أي فائدة هذه والله قد اسماها من فوق سبع سموات ربا
قال تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
أي فائدة هذه والله لم يعلن الحرب صراحة على أحد في القرآن الكريم كما أعلنها على آكل الربا
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين(278)فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون (279)
أي فائدة هذه التي توعدها الله بالمحق فقال(يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم)
أي فائدة هذه التي يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم ( عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ قَالَ وَقَالَ مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ
هو الربا لا الفائدة
كما أسماه رب العزة وباء تفشى في أوصال المجتمع بلا هواده فنخر قيمه وطهره
ربا يفتك بالمجتمع فلا نجد أحداً قد برىء منه إلا القلة القليلة
ربا يمزق أواصرنا ويمنع عنا رحمة ربنا وينزل بنا الداء والعقاب
صيحة لكل من له قلب
لكل من القى السمع
لكل من يخاف عذاب الغد
ألا من توبة إلى الله
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه
متاع الدنيا زائل والآخرة خير وأبقى