ويسألونك عن الموضة ؟
بشرى إلى أصحاب الموضة والجمال، أخبار سارة جدا لكل من أعيتهم الوسيلة للتخلص من الرجعية وما يصاحبها من أفكار ومعتقدات، والتي باتت تؤثر على علاقة الفرد منا بمن حوله، ليس عليكم سوى المشي، ليس مطلوبا منكم سوى التجول في إحدى المجمعات التجارية من تلك التي تزدحم بها بلدنا ولا مانع من أخذ أصدقائكم معكم فالرجعية لم تعد مشكله والتخلص منها أسهل بكثير مما تتصور، ولا مانع من أن ترددوا مع أصحاب الوجوه الباسمة المشرقة والجميلة التي تطالعنا كل دقيقه في مختلف الفضائيات ( لا تخلّف بعد اليوم )، ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي لا يكون مطلوبا فيه من كل متخلف سوى الوقوف أمام المرآة وترديد العبارة الآتية بصوت مرتفع ( أنا مش متخلف أنا آخر موضة ) ليفقد رجعيته ويصبح متحضرا.
لماذا هذا الضجيج حول الرجعية ؟ لماذا المبالغة ما دام التطور في أيدي المتخلفين ؟ فقط ملبسٌ واحد ما إن يرتديه المتخلف والرجعي حتى يغدو متطورا متحضرا؟ لا تسأل عن الكيفية والآلية ؟ لا تصدع نفسك بالتفاصيل، فقط جرب! حتى وإن لم تعجبك النتيجة يمكنك إرجاع ذاك الملبس واسترداد ما دفعت.
صحيح أن البعض سينفجر ضحكا عليك؛ فالخطأ خطأك، فمن قال لك أن ترتديه، هل هناك عبث وسخريه واستهزاء بالمرء أكثر من ذلك ؟ هناك القمصان ذات الأشكال الغريبة والعبارات التعسفية الدقيقة تضفي لمسه ساحرة على مرتديها فتجعلهم مختلفين عن غيرهم شكلا ومضمونا، هل هناك عبث وسخريه واستهزاء بالمرء أكثر من ذلك ؟ هناك قصه شعر جديدة تصفي هوامش الرأس بالكامل وتبقي مساحه دائرية في المنتصف تتدلى منا خصلة واحده كنايه على التميز، هناك الأحذية ذات اللونين الأحمر والأزرق مع اختلاف كلي في شكل كل منهما، هناك قابضات الشعر –الشباصات- والتي تظهر الرأس بأكبر من حجمه أضعاف المرات، هل هناك عبث وسخريه واستهزاء بالمرء أكثر من ذلك ؟
نعم هناك .. هناك البنطال المرتخي على الخصر –بدون حزام- والذي يظهر الملابس الداخلية كنوع آخر من أشكال الموضة الحديثه ، صحيح أن المرشدين الاجتماعيين انتقدوا هذا الملبس والمنظر كونه مخلا بالأدب العام صحيح أنهم أكدوا أن ثقافة لبس البنطلون من دون الحزام ولدت في السجون الأمريكية بعد أن منع على السود لبس الأحزمة خوفا من استخدامها في الاعتداء على سجنائهم وأنها لا تمت لا من قريب ولا من بعيد للموضة والتطور لكن من قال أن المرشدين الاجتماعين يعرفون كل شئ؟ أليس محتملا أنهم يشككون في هذا النمط الجديد من التطور خوفا من فقد زبائنهم من أصحاب العقول المحافظة على قيمها ومبادئها ؟ هل هناك عبث وسخريه واستهزاء واستغلال لعقول شبابنا أكثر من ذلك ؟
نعم هناك الكثير مما يصعب حصره بنطلونات ، قمصان، قصات شعر، أحذية، إكسسوارات وغيرها الكثير كلها تدمي القلب وتدمع العين كلها تستنزف الأموال وتعد بما لا تحققه وما لا تستطيع أن تحققه تجعلهم يعيشون في الوهم بدعوى التقدم والتحضر ومروجوها يستغلون آله الإعلام - الصامتة - الضخمة والمخيفة في تسويق منتجات مكانها الحقيقي والطبيعي والمنطقي هو سله المهملات،
ولأن الغريق يتعلق في كل قشه فليس من الغرابة أن يتعلق عماد أمتنا ببنطالهم وقمصانهم وأحذيتهم بعد أن فقدوا معالم مجدهم التي تعلموها من الإسلام وورثوها عن أبائهم وأجدادهم بدعوى أنها ( قديمه ) فيبقون بين مقلد جاهل يخوض مع الخائضين وبين مفلس راكد يرى تلك الموضة تقدما وتتطورا، ولا زلت أعيد مرة تلو الأخرى نظرة المجتمع –السابقة- للشخص وتقيمه حسب أسس رائعة راقيه ( دينه، تربيته وخلقه، وعلمه) أما الآن فأسس التقييم هي ( لبسه، مظهره، ومقدار تتطوره ).
أبي وعزيزي ولي الأمر إني أستغيث بك بعد الله أن تنقذ أبناءك من هذا العبث بالأخلاق أجلس معه جلسه حوار فنّد له الحقائق والأخبار فلستُ ولسنا نملك إيقاف هذا الزحف الغربي الخادع والمظلل علينا ولكننا بالفعل نملك سلاح العلم والحكمة والمنطق فلماذا لا نستخدمه في كشف ماهية التطور وتفنيد أكاذيبه ؟
بقلم// مازن بن سعيد الحسني